حمل خبراء سياسيون وقانونيون الأممالمتحدة المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة خاصة في اليمن وسوريا والعراق والأراضي الفلسطينية، بسبب ترددها في لعب دور فاعل، واتخاذ قرارات حاسمة، وعزوا في أحاديثهم لصحيفة «عكاظ» السعودية هذا الأمر إلى حسابات الدول الكبرى خاصة الأعضاء الخمسة الكبار المهيمنين على القرار الدولي. وقال نائب رئيس الوزراء المصري الأسبق أستاذ القانون الدستوري د. يى الجمل إن تردد المنظمة الدولية يعد السبب الرئيس وراء تفاقم الكثير من الأزمات خاصة في العديد من الدول العربية، وتمنى أن ترفع الدول الكبرى دائمة العضوية يدها عن تكبيل المنظمة الدولية وإعمال السلطات التي يتمتع بها مجلس الأمن للتدخل بغرض صيانة الأمن والسلم والحفاظ على سلامة الدول. ونوه إلى المخاطر التي باتت تتهدد العديد من الدول العربية وفي مقدمتها اليمن وليبيا وسوريا بسبب عجز المجتمع الدولي وترك الحبل على الغارب لقوى إقليمية ولجماعة الحوثيين. وأكد عميد حقوق القاهرة الدكتور محمود حبيش، مسؤولية المنظمة الدولية في التصدي للجرائم التي تهدد أمن واستقرار دول المنطقة، ودعا إلى ضرورة فرض عقوبات على جماعة الحوثي والدول التي تساندها بعد أن أضحت تشكل كيانات سرطانية تهدد المنطقة برمتها ولا تقتصر على اليمن وحده. وقال «آن الأوان لكي تعيد الأممالمتحدة النظر في سياساتها واستراتيجيتها للتعامل مع قضايا الإرهاب الدولي دون انتقائية أو تمييز، معتبرا أن ما يجري في العراقواليمن وسوريا واليمن يشكل نسيجا واحدا ولا يتجزأ عن خطر الإرهاب». ولفت وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسبة الدكتور مصطفى علوي، إلى ما وصفه بحالة العجز والتردد التي باتت تصيب الأممالمتحدة خاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط؛ بسبب الحسابات التي تحكم مواقف الدول الكبرى وتعارض المصالح، مشيرا إلى أن العالم يدفع الآن ثمنا غاليا من وراء هذه السياسات مثلما كان عليه أثناء الحرب الباردة خلال النصف الثاني من القرن الماضي. وشدد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد شاكر، على مسؤولية الدول الكبرى بالدرجة الأولى لأن الأممالمتحدة ومجلس الأمن ما هما إلا انعكاس لسياسات ومواقف هذه الدول. واعتبر أن العالم بات أسيرا للنظام الدولي الراهن الذي فشل في تحقيق العدالة الدولية مثلما فشل في حل النزاعات الكبرى خاصة تلك التي تشهدها المنطقة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إلى جانب ما نشهده اليوم من تنامي جماعة الحوثي التي تفرض سلطتها وإرادتها على اليمن في ظل عجز دولي وتواطؤ من قوى إقليمية معروفة.