تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدء أعمال القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين بالدوحة (مكتمل)
نشر في سبأنت يوم 26 - 03 - 2013

بدأت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء أعمال القمة العربية الرابعة والعشري بمشاركة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية‏ وعدد من القادة العرب وممثلين عن الدول العربية، لبحث ملفات عدة تتصدرها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية وإصلاح الجامعة العربية.
عقب ذلك ألقى نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي كلمة بلاده في القمة بصفتها رئيسة القمة السابقة أعرب خلالها عن شكره لأمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني على استضافة القمة العربية الرابعة والعشرين.
وقدم شكره لجامعة الدول العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي لجهوده في متابعة تنفيذ مقررات قمة بغداد والقمم التي سبقتها.
وقال " إن العراق نهض من خلال ترؤسه للدورة ال 23 بمسؤولياته الكبيرة في ظل التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة العربية وما صاحبها من تداعيات استوجبت توفير المناخات الملائمة للحوار وبما يكفل تفادي العنف والفوضى والتدخل في شؤون الدول العربية ".
ثم أعلن الخزاعي عن تسليم رئاسة القمة الى الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير دولة قطر.
إثر ذلك وجه أمير دولة قطر رئيس القمة الدعوة الى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب وإلى رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو لشغل مقعد الجمهورية السورية في القمة .
بعد ذلك ألقى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كلمة أعرب فيها عن شكره للرئيس العراقي جلال طالباني على ما بذله من جهود طيلة رئاسته للدورة السابقة لهذه القمة ولمعالي الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي والعاملين بالأمانة العامة على الجهود التي يبذلونها لتعزيز دور الجامعة العربية .
وأكد أمير قطر أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وهي مفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، مبينًا أنه لا سلام إلا بحل هذه القضية حلاً عادلاً ودائمًا وشاملاً يلبّي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أنه يجب على إسرائيل أن تدرك أن القوة لاتصنع الأمن وأن السلام وحده هو الذي يحقق الأمن للجميع ، وأن ممارساتها غير المشروعة أو الاعتداء على حرمة المسجد الأقصى وتهويد مدينة القدس الشرقية ومواصلة الاستيطان وإبقاء الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، كل هذه الممارسات والسياسات لن تقود سوى إلى إشاعة التوتر في المنطقة وزيادة اليأس والاحباط وسط أبناء الشعب الفلسطيني ووضع المزيد من العراقيل في طريق عملية السلام المتعثرة أصلاً .
واقترح أمير دولة قطر عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة بشأن الوضع الفلسطيني في أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة جمهورية مصر العربية ، ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتي حركتي فتح وحماس ، وتكون مهمة هذه القمة ، التي ينبغي أن لا تنفضّ قبل الاتفاق على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقاً لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد، وعلى أساس اتفاق القاهرة عام 2011 م واتفاق الدوحة عام 2012 م على أن يشمل ذلك تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية والاتفاق على موعد إجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة ،
وأكد امير قطر أن الحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية في القدس لا تقبل المساومة وعلى إسرائيل أن تعي هذه الحقيقة ، وأنه يجب على الدول العربية أن تبدأ تحركًا سريعًا وجادًا في هذا الشأن ، مطالبًا بإنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار ، على أن يتم التنفيذ فور انفضاض القمة تلك .
وأعلن عن مساهمة بلاده بربع مليار دولار على أن يُستكمل باقي المبلغ من قبل الدول العربية القادرة ، كما اقترح أن يتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة هذا الصندوق .
وفي الشأن السوري بين أمير دولة قطر أن تطور الأوضاع الخطيرة والمأساوية في سورية على مدار العامين الماضيين أخذ منحًى كارثيًا ، تولدت عنه مآسي وجرائم يندى لها الجبين، معربا عن أسفه أن يدخل النظام السوري في مواجهة عسكرية مع شعبه ، ورفض جميع نداءات الإصلاح الجدّي والمبادرات السياسية العربية حتى بلغت الكارثة حدّاً لم يعد معه الشعب السوري ليقبل بأقل من الانتقال السلمي للسلطة الذي نصّ عليه قرار جامعة الدول العربية في 22 يوليو 2012م.
وكرّر الطلب من مجلس الأمن بأن يقف مع الحق والعدالة ، ويستجيب لصوت الضمير الإنساني ضد الظلم وقهر الشعوب، وأن يستصدر قرارًا بالوقف الفوري لسفك الدماء في سورية وتقديم المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبها إلى العدالة الدولية، داعيا إلى أهمية عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لإعادة إعمار سوريا فور عملية انتقال السلطة وفقًا لإرادة الشعب السوري.
وبين أمير دولة قطر أن التحول التاريخي الذي تمر به الأمة العربية حاليًا يتطلب التعامل معه بفكر جديد وأساليب جديدة وبإرادة حقيقية للتغيير الذي يستلهم تطلعات الشعوب ويستجيب لطموحاتها المشروعة، وعلى أنظمة الحكم أن تدرك أنه لا بديل عن الإصلاح المدروس المستند إلى رؤية وفكر وإرادة وليس إصلاح الشعارات والوعود الزائفة.
وطالب بدعم تطوير الجامعة العربية بما يتفق والمرحلة الراهنة للمحيط الإقليمي والدولي ، وبما يعزز قدراتها في التعامل مع مقتضيات هذه المرحلة والحفاظ في الوقت ذاته على المبادئ والأهداف التي تأسست الجامعة عليها .
وتقديراً للجهود الكبيرة التي يبذلها موظفو الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في أداء المهام الموكلة لهم ورغبة في توفير الحياة الكريمة بعد سنوات العمر الطويلة التي قضوها في خدمة الجامعة ، رأى امير قطر أن الأوان حان لإنشاء صندوق معاشات لهم ، معلنًا استعداد بلاده للمساهمة في تأسيس هذا الصندوق بمبلغ عشرة ملايين دولار.
عقب ذلك ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي كلمة أكد فيها أن بناء تكتل اقتصادي عربي حقيقي يتطلب إصلاحا عميقا لمنظومة العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية لتشمل دور وسلطات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجالس الوزارية المتخصصة ومنظمات الجامعة ومراكزها المتخصصة، بحيث تشكل جميعها منظومة واحدة متكاملة ، مؤكدا أنها مطروحة منذ سنوات عديد وأنه آن الأوان لاتخاذ قرار لحسمها .
وقال " لقد بات من الضروري إجراء عملية مراجعة شاملة لميثاق جامعة الدول العربية , الذي تمت صياغته عند نهاية الحرب العالمية الثانية في ظروف دولية وإقليمية لم تعد قائمة بحيث تمكن الجامعة من الاضطلاع بوظائفها التي تمليها عليها تحديات العصر بظروفه الدولية والإقليمية الحالية".
وأفاد العربي أن هذه المراجعة يجب أن تشمل أولويات العمل العربي المشترك وقواعده , والتعديلات الخاصة بعمل هيئات ومجالس الجامعة، ودعم دور الأمين العام ودوره في تنشيط العمل العربي المشترك , والنص على آلية دورية لمراجعة وتطوير ميثاق الجامعة.
وأكد العربي أن القضية الفلسطينية هي دائما جوهر الصراع في المنطقة ، مشددا على أنه لم يعد من المقبول الانخراط في مسار مفاوضات عقيمة أو القبول بمبادرات تفاوضية تتعامل مع قضايا فرعية وجزئية لتضييع الوقت وتكريس الاستيطان والاحتلال دون أن تتعامل بجدية مع جوهر أساس هذا الصراع.
ولفت الانتباه إلى أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لابد وأن تتم وفق الأسس والقرارات الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمن 242 و 338 والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة.
وقال العربي " إنه بدون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة داخل حدود 67 وعاصمتها القدس لن تنعم هذه المنطقة بأي سلام أو أمن أو استقرار ".. مشيدا بالإنجاز الذي حققته دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر نوفمبر الماضي ، مشيرا إلى ضرورة البناء على هذا الإنجاز لتأكيد الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مكتملة المقومات واقعة تحت الاحتلال .
وشدد العربي على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة وتنفيذ التفاهمات والاتفاقات التي تم التوافق بشأنها في القاهرة والدوحة لاستعادة وحدة القرار الوطني الفلسطيني ووحدة مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وأضح أن المنطقة العربية شهدت منذ قمة الدوحة 2009م تغيرات مهمة تحمل أبعادًا وتداعيات بالغة الأثر على مجمل الأوضاع في المنطقة العربية حاضرًا ومستقبلاً.
وأكد أن التغيرات تفرض على الجامعة العربية مسؤوليات كبرى تجاه توفير كل أشكال الدعم والمساندة الفعالة لعملية التغيير الجارية في تلك الدول لمساعدتها على تجاوز أعباء هذه المرحلة الانتقالية في أقصر وقت ممكن وبأقل قدر من الخسائر أو التكلفة الاقتصادية، مشددًا على أن أمن واستقرار أي دولة من الدول العربية يمس مباشرة مستقبل واستقرار جميع الدول العربية والمنطقة برمتها.
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية بانطلاق lالحوار الوطني الشامل في اليمن ، معربا عن تطلعه بأن يحقق أهدافه في تحقيق بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية .
وأشار إلى أن الجامعة تتواصل مع دولة قطر والاتحاد الإفريقي لدعم تحقيق السلام والتنمية في السودان وإقليم دارفور، داعيا الدول الأعضاء إلى المشاركة الفعالة وتقديم تعهدات مالية مقدرة لمؤتمر المانحين الدوليين الذي سيعقد في الدوحة يومي 7 و 8 ابريل المقبل .
ولفت الانتباه إلى أن دعم العملية السياسية الجارية في جمهورية جزر القمر تستحق من الجميع التحية إضافة إلى قدر النجاح الذي تحقق مؤخرا في الصومال على صعيد إتمام المرحلة الانتقالية في البلاد وانتخاب برلمان ورئيس جديد للبلاد ، مبرزا وجوب دعم مسيرة إعادة الإعمار وبناء مؤسسات الدولة في الصومال .
وقال " إن الجامعة العربية تواصل دعمها التام لدولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي وعادل لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة عن طريق المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية .
وبشأن الأزمة السورية أكد العربي أن الجميع يدرك التداعيات الخطيرة الناجمة عن استمرار الأزمة السورية الدامية ، محذرا من أن استمرار هذا الجرح النافذ في الجسد السوري يهدد بأخطار جسيمة تطال مستقبل هذا البلد وأمنه ، كما تطال تداعياتها أمن واستقرار الدول المجاورة والمنطقة بأسرها.
وبين أن الجامعة وقفت إلى جانب انتفاضة الشعب السوري السلمية منذ انطلاقها وطرحت العديد من المبادرات ، معربا عن أسفه إزاء فشل تلك المبادرات في إقرار التسوية السياسية المنشودة .
وحمل النظام السوري المسؤولية الأولى عن تفاقم هذه الأزمة وبلوغها هذا المنحى الخطير بسبب إصراره على اعتماده الحل العسكري الذي بلغ مداه في استخدام الأسلحة الثقيلة من طائرات ومدافع وصواريخ ضد أبناء الشعب السوري ، مؤكدا أن مجلس الأمن الدولي يتحمل مسئولية الإخفاق في فرض الحل السياسي للأزمة بسبب عجزه عن اتخاذ القرارات اللازمة لوقف نزيف الدم في سوريا.
ودعا إلى توفير كل الدعم لجهود للأخضر الإبراهيمي وتمكينه من مواصلة جهوده في التوصل لتحقيق التوافق الدولي والإقليمي حول عناصر خطة الحل التي جرى وضع أسسها في اجتماع مجموعة العمل الدولية في يونيو الماضي في جنيف.
وأكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب من جانبه في كلمته أمام القمة أن الشعب السوري دفع ثمن حريته من دمه وأن قراره ينبع من مصالحه ويرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره.
وأوضح الخطيب أن اختلاف وجهات النظر الإقليمية والدولية أسهم في تعقيد المسألة بسوريا.. مؤكداً أن الشعب السوري هو الذي سيقرر مصيره.
وأضاف أن جامعة الدول العربية قدمت مبادرة شجاعة بتقديم مقعد سوريا إلى الشعب السوري بعد مصادرة قراره لمدة نصف قرن مبيناً أن هذ المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلاً وأن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازاً يقدم للشعب السوري بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد.
وشدد الخطيب على أن النظام السوري هو الذي يرفض أي حل للأزمة معرباً عن ترحيب الثورة السورية بإيجاد حل سياسي يحفظ دماء الناس ويجنب المزيد من الخراب.
وطالب الخطيب باسم الشعب السوري بدعم الثورة بجميع صوره وأشكاله ومن ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتجميد أموال النظام التي نهبها من الشعب وتخصيصها لإعادة البناء والإعمار موجهاً الشكر لجميع حكومات العالم التي تدعم الشعب السوري لنيل حريته.. داعياً الجميع للإيفاء بالالتزامات التي وعدوا بها.
وبين رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمد مظلة صورايخ باتريوت لتشمل الشمال السوري وأنه وعد بدراسة الموضوع.
وأعرب الخطيب عن شكره لدولة قطر والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان وإقليم كردستان العراق وتركيا وليبيا ومصر والإمارات وتونس والدول التي شاركت في المؤتمر بدعم حق الشعب السوري من أجل حريته مطالباً الجميع بتسهيل معاملات السوريين وإقاماتهم ودعمهم قدر الإمكان.
من جانبه دعا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو من ناحيته إلى توحيد الجهود من أجل مواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة.. مشيراً في هذا الصدد إلى الدور الذي يقوم به المنتدى العربي/التركي الذي بات مؤسسة فاعلة في مجالي التعاون والتكامل بين تركيا وجامعة الدول العربية.
وقال أوغلو في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الرابعة والعشرين للقمة العربية في الدوحة اليوم إن بلاده تقف خلف قرارات جامعة الدول العربية وسيظل هذا الدعم مستمراً في المستقبل لما يجمع بين الجانبين من تاريخ مشترك.. مشدداً على أن ما تشهده القمة العربية بالدوحة يمثل فصلاً جديداً من فصول الديمقراطية والحرية لسوريا بعد أن وافقت الجامعة على منح مقعد سوريا لممثلي الشعب في هذه القمة.
ودعا الجامعة العربية لدعم الحكومة الانتقالية في سوريا أمام مؤسسات المجتمع الدولي والتعامل بشكل حاسم وسريع ضد المخاطر والهجمات التي يتعرض لها الشعب السوري.. مبيناً أن تركيا تستضيف نحو 200 ألف لاجئ موزعين على 18 معسكراً ومخيماً بالإضافة إلى نحو 100 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات تقدم تركيا لهم أفضل ما لديها لرعايتهم وتؤمن لهم الرعاية الصحية والتعليمية بصرف النظر عن الدين أو العرق.
وأعلن اوغلو أن بلاده ستتعامل مع الحكومة السورية المؤقتة وتدعمها حتى تحصل على مقعد في الأمم المتحدة كما ستدعو المجتمع الدولي إلى أن يفك ارتباطه مع النظام ويتعامل مباشرة مع ممثلي الشعب السوري حيث لا مجال بعد الآن للأعذار والتواطؤ وأن أفضل طريقة لوقف آلة القتل السوري هو وجود حكومة انتقالية.
ونبه وزير الخارجية التركي إلى خطورة ما أسماه /التسرب/ إلى الأردن وتركيا والعراق ولبنان.. لافتاً الانتباه إلى أن ذلك يزيد بالفعل من مخاطر التطرف في المنطقة ويقوي شوكة الإرهاب.. مؤكداً في هذا الصدد أن توحيد جهود تركيا والجامعة العربية أمر ضروري لوقف هذه المخاطر.
وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني أعلن أوغلو وقوف بلاده خلف فلسطين حتى تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كدولة حرة عاصمتها القدس الشريف.
وقال وزير الخارجية التركي إن التحول الذي يحدث في المنطقة مهد الحضارة الإنسانية يلاحظه العالم كله بإعجاب وتقدير وسيتم التغلب على جميع التحديات التي تواجهنا بفضل حكمة القادة العرب.
من جانبه أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي بدوره تضامن المنظمة ودعمها لقضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف داعياً قادة وزعماء الشعوب العربية إلى نصرة أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في ميانمار واستعمال نفوذهم وعلاقاتهم لمطالبة القوى الفاعلة والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لتمكينهم من حقوقهم المشروعة في المواطنة الكاملة.
وقال البروفيسور أوغلي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين بالدوحة إن شعوب الأمة الإسلامية المترامية على مساحة أربع قارات أعلنت تضامنها ودعمها المتواصلين لقضايا ومشاغل الأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن القضية الفلسطينية شهدت تطوراً مهماً تمثل في اعتراف الأمم المتحدة بها ورفع مكانتها إلى دولة غير عضو عاداً المكانة الجديدة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة بأنها تشكل تطوراً مهما على طريق تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ورأى اوغلى أن الإجراءات الإسرائيلية التي تلت نيل فلسطين مكانتها الجديدة في الأمم المتحدة لا سيما إطلاق حملة استيطانية لم يسبق لها مثيل واحتجاز الأموال الفلسطينية تؤكد من جديد ضرورة العمل بشكل سريع ومتكامل على مختلف المستويات من أجل وقف اعتداءات إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي.
وفي الشأن السوري أكد أوغلي أن الأوضاع المأساوية التي تعرفها سوريا وتعيشها كانت في صدارة أولويات قادة الدول الإسلامية خلال الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الذي عقد بمكة المكرمة في منتصف أغسطس الماضي مبيناً أن القمة اعتمدت قرارات هامة أكدتها القمة الإسلامية العادية في القاهرة.
وأعرب عن تمنياته للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ولرئيسه أحمد معاذ الخطيب التوفيق لتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري بجميع طوائفه ومكوناته في الإصلاح والديمقراطية.
وفيما يخص الوضع الليبي شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أن المنظمة تتابع باهتمام خاص التحولات السياسية الجارية في ليبيا والجهود المبذولة لبناء دولة القانون والمؤسسات وتدعو الأطراف السياسية الفاعلة في ليبيا للعمل معا وتضافر جهودها لتكريس المؤسسات الديمقراطية وتحقيق الأمن والاستقرار كما أكد حرص المنظمة على صيانة وحدة لبنان واستقلاله وأمنه واستقراره.
وأهاب البروفيسور أوغلي بجميع الأطراف السياسية والدينية في العراق بوضع مصلحة البلاد وتطلعات الشعب في الأمن والاستقرار والمشاركة السياسية فوق الاعتبارات الأخرى مجددا استعداد المنظمة لدعم الحوار والمصالحة في إطار تطبيق وثيقة مكة المكرمة لسنة 2006 التي ساهمت في وضع حد للخلافات الطائفية في العراق كما أكد استمرار المنظمة بضرورة المحافظة على أمن واستقرار ووحدة البحرين.. معلناً عن دعمه للحوار الوطني الشامل لجميع أطياف الشعب البحريني من أجل استيعاب متطلبات التقدم الحديث واستمرار عملية الإصلاح.
وأكد دعم وحرص المنظمة للسودان واحترام وحدته وسيادته وسلامة أراضيه.. معرباً عن أمل المنظمة بأن تساعد الاتفاقيات الإطارية المبرمة بين جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان في التوصل إلى حل نهائي لجميع القضايا المعلقة وإلى إقامة علاقات بين البلدين في جميع المجالات.
وفي الشأن الصومالي أكد دعم المنظمة وتقديمها للمساعدات الإنسانية للشعب الصومالي كما أكد تضامنها مع جيبوتي في نزاعها الحدودي مع اريتريا وتشيد بالجهود التي تبذلها حكومة جيبوتي لوضع حد لحالة التوتر بالوسائل السلمية.
وعن الأوضاع في جزر القمر أشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى أن المنظمة تؤكد دعمها المتواصل لاتحاد جزر القمر وأمنه واستقرار ووحدة أراضيه كما تؤكد ضرورة توفير الموارد اللازمة لهذه البلد لتمكينه من تنفيذ برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
من جانبه أعرب رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان من ناحيته في كلمته أمام القمة العادية الرابعة والعشرين عن أمله بأن تحدث هذه القمة نقلة متميزة في صناعة المستقبل الواعد بالعالم العربي بما يحقق تطلعات الشعوب العربية وأن تكون الأمة العربية قادرة على التعامل مع التحديات والمخاطر من موقع القوة والتأثير.
وأوضح الجروان أن سوريا تشهد حالياً تطورات بالغة الخطورة يجب علينا العمل من أجل إيجاد حل يوقف عمليات العنف والقتل واستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي والصواريخ وقصفاً للأحياء والمناطق الآهلة بالسكان ما أدى إلى تعقيدات ومخاطر خاصة تجاه الجهود الرامية إلى حل الأزمة.. معرباً عن رفض البرلمان العربي استعمال العنف والقتل الذي يحصد كل يوم المزيد من دماء الشعب السوري ..مطالباً الدول والمنظمات المنخرطة في الصراع الدموي بسوريا بأن ترفع يدها عن دعم النظام السوري بالأسلحة التي تقتل كل يوم العديد من أبناء الشعب السوري وأن تفسح المجال واسعاً أمام الشعب السوري للمشاركة في عملية الانتقال السلمي للسلطة وتمكينه من تحقيق ما يصبو إليه من إرساء دعائم الديمقراطية والحفاظ على الكرامة الانسانية وحقوق الانسان.
وفيما يخص الشأن الفلسطيني دعا الجروان إلى اتخاذ الاجراءات العاجلة والفورية بالضغط على إسرائيل للافراج عن الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإنهاء الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ..لافتاً النظر إلى ما تقوم به سلطات الكيان الصهيويني من عمليات استطيان وتهويد مستمر ومتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة مدينة القدس ومحاولتها النيل من قبة الصخرة المشرفة وتاثير ذلك على أمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط.
كما دعا الأشقاء في فلسطين على اختلاف انتمائهم العمل بالسرعة الممكنة لتحقيق اتفاق المصارحة الفلسطينية بما يصون وحدة الشعب الفلسطيني.
وأشاد رئيس البرلمان العربي بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتعيين ثلاثين امرأة في مجلس الشورى عاداً ذلك بأنه يأتي تأكيداً ودعماً لدور المرأة في المشاركة السياسية.
وثمن الجروان مبادرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بإطلاق الحوار الوطني الشامل لجميع مكونات المجتمع البحريني بما يؤدي إلى تعزيز المشاركة الديمقراطية والحكم الرشيد.
وأشاد رئيس البرلمان العربي بإطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي شهدته اليمن هذا الشهر تحت رعاية الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يهدف الى تحقيق التوافق الوطني بين أبناء الشعب اليمني وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة.
كما حيى الجروان مبادرة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بإجراء أول انتخابات برلمانية في تاريخ البلاد لمجلس الشورى القطري في النصف الثاني من هذا العام كما رحب بالانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً في جيبوتي التي اتسمت بالنزاهة والشفافية.
إثر ذلك أغلقت الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.