أكد الدكتور اكمل الدين احسان اوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي تضامن المنظمة ودعمها المتواصلين لقضايا ومشاغل الأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، داعيا في الوقت نفسه قادة وزعماء الشعوب العربية إلى نصرة أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في ميانمار، واستعمال نفوذهم وعلاقاتهم لمطالبة القوى الفاعلة والمجتمع الدولي بالتدخل السريع لتمكينهم من حقوقهم المشروعة في المواطنة الكاملة. وقال الدكتور أوغلي في كلمة القاها أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين بالدوحة صباح اليوم: "يطيب لي في بداية كلمتي أن أرفع لحضرة صاحب السمو أمير دولة قطر أصدق مشاعر التقدير والعرفان لتكرمه بدعوة منظمة المؤتمر الإسلامي لحضور هذه القمة، وإنني على يقين من أن دولة قطر ستعمل جاهدة خلال رئاستها لمواصلة البذل والعطاء لما فيه خير وعزة الشعوب العربية ومناعتها". وأضاف أنه رغم تنوع أصولها واختلاف لغاتها وتعدد مشاغلها، فقد أثبتت شعوب الأمة الإسلامية المترامية على مساحة أربع قارات تضامنها ودعمها المتواصلين لقضايا ومشاغل الأمة العربية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأوضح أن القضية الفسلطينية شهدت تطورا مهما تمثل في اعتراف الأممالمتحدة بها ورفع مكانتها إلى دولة غير عضو، وهذا إنجاز تاريخي ما كان ليتحقق لولا التصمميم وقوة الإرادة وحسن التنسيق وتكامل الجهود، حيث بذلت منظمتنا انطلاقا من واجبها التي تحرص على أدائه جهودا حثيثة لدعم مسعى فلسطين لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بها، وبفضل هذه الجهود بلغ عدد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي صوتت لصالح القرار 53 دولة من ضمن الدول ال56 الأعضاء لدى المنظمة والأممالمتحدة. وأكد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي أن الأوضاع المأساوية التي تعرفها سوريا وتعيشها، ومسلسل القتل والتشريد المتواصل منذ سنتين على الشعب السوري كانت في صدارة مشاغل وأولويات قادة الدول الإسلامية خلال الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الذي عقد بمكةالمكرمة في منتصف اغسطس الماضي مشيرا إلى أن القمة اعتمدت قرارات هامة أكدتها القمة الإسلامية العادية في القاهرة، وقد جاء البيان الختامي لهاتين القمتين ليؤكد على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، كما أدانت هاتان القمتان بشدة استمرار إراقة الدماء في سوريا وشددت على تحمل السلطات السورية مسؤولية استمرار أعمال العنف وتصاعد وتيرة عمليات القتل. وفيما يخص الوضع الليبي، شدد الأمين العام على أن المنظمة تتابع باهتمام خاص التحولات السياسية الجارية في ليبيا، والجهود المبذولة لبناء دولة القانون والمؤسسات، وتدعو الأطراف السياسية الفاعلة في ليبيا للعمل معا وتضافر جهودها لتكريس المؤسسات الديمقراطية وتحقيق الأمن والاستقرار. وعن الأوضاع في لبنان، أكد أوغلي حرص المنظمة الدائم على صيانة وحدة لبنان واستقلاله وأمنه واستقراره، ودعمها لجهود الرئيس ميشيل سليمان ومبادرته، مشيرا إلى أن المنظمة تدعو الأطراف اللبنانية كافة للتجاوب معه ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. أما عن الأزمة العراقية، فأشار إلى أن المنظمة تهيب بكل الأطراف السياسية والدينية في العراق ، وضع مصلحة البلاد وتطلعات الشعب في الأمن والاستقرار والمشاركة السياسية فوق كل الاعتبارات الأخرى، مجددا استعداد المنظمة لدعم الحوار والمصالحة في إطار تطبيق وثيقة مكةالمكرمة لسنة 2006 التي ساهمت في وضع حد للخلافات الطائفية في العراق. وفيما يخص اليمن، قال اوغلي إن قادة الأمة الإسلامية في قمتهم الأخيرة في القاهرة أعربوا عن ترحيبهم بدعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي لبدء مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وحثوا جميع الأطراف على المشاركة الإيجابية في هذا الحوار بما يحفظ وحدة اليمن أرضا وشعبا.