تُعرف مؤسسة الجيش في كل بلدان العالم بأنها مؤسسة تابعة للدولة ، مهمتها الأساسية الدفاع عن البلاد في وجه أي عدوان خارجي ، في الوقت الذي تقوم فيه بقية القطاعات العسكرية بمهام محددة ، تصب كلها في مصلحة الدولة وبقاءها قوية متماسكة . وتختلف هذه النظرة للجيش في العالم الثالث حيث تقوم المؤسسة العسكرية بخدمة النظام الحاكم بدرجة كبيرة ، لكنها في الوقت ذاته تخلط بين مفهومي الدولة والنظام . لكن في اليمن – وللأسف البالغ – بلد الأساطير غير القابلة للتصديق يعد الجيش وكافة القطاعات العسكرية اسطورة من الأساطير. ومن خلال التتبع الأخير يبدو أن الجيش اليمني متفرد في نوعه ونظامه وعقيدته العسكرية وولائه وبخلاف كل جيوش الأرض لا يخدم نظاما سياسيا ولا يخدم مؤسسة الدولة ، فمن يخدم إذا ؟ ومن يدير ويتحكم بولاء هذا الجيش المتقلب ؟ . عندما سقط المخلوع .... علي عبدالله صالح أُتُهم الجيش بأنه وبإيعاز من آل الأحمر تخلي عنه في وجه الثورة الشعبية ، وبدا لوهلة أن هذا الجيش جيش وطني لا يرغب في مواجهة الثوار ، وكانت هذه فكرة زائفة خادعة . وفي لحظة اجتياح الحوثي لعمران وبعدها العاصمة صنعاء قيل أن الجيش تخلى عن صنعاء وعمران نظرا لرغبة الرئاسة اليمنية المتمثلة في الرئيس المستقيل عبدربه هادي للتخلص من خصومها السياسيين من آل الأحمر ، وقيل أن القيادة الخفية في صنعاء كانت خلف هذا السيناريو الفاضح . واليوم بعد استقالة الرئيس والحكومة وتهميش مجلس النواب لا يمكن لأحد أن يدعي أن الدولة اليمنية باقية ، بل هي مؤسسة ساقطة ويمكن القول بدون مواربة أن اليمن بلا دولة . فأين الجيش من كل ذلك ، للأسف أثبتت الأحداث أن هذا الجيش هو عبارة عن مجموعات من المرتزقة – ضباطه وجنوده – وأنهم لا علاقة لهم بالدور الوطني المنتظر من الجيش في كل بلدان العالم . وتصديقا لهذا نجد الجيش اليمني ومعه كافة القطاعات العسكرية من الشرطة والحرس الجمهوري وقوى الأمن القومي تمارس دورا مشبوها في بسط سيطرة ميليشيات الحوثي على كافة مناطق اليمن الشمالي ، وستحاول هذه الميليشات غير المؤهلة عسكريا للتمدد ، أن تبسط سيطرتها على مناطق خارج اليمن الشمالي سواء في عدن أو حضرموت تحت مظلة الجيش اليمني وباستخدام ترسانته العسكرية . إنه جيش للبيع !!! هذه الحقيقة يجب أن تؤمن بها كافة الأطراف لكي لا يكتمل مسلسل سقوط المناطق التابعة سابقا لصنعاء ، كما سقطت صنعاء ، إنها أول خطوات المقاومة الفاعلة للمد الحوثي . أخرجوا معسكرات هذا الجيش من ظهرانيكم ولن يصلكم المد الحوثي وستحافظون على مستقبل أولادكم . وفي حضرموت – وهي ما يعنينا بالدرجة الأولى – تبقى خطوة إخراج المعسكرات اليمنية الى خارج حضرموت هي باب الحرية والكرامة والاستقلال ، كما حدث للواء 19 في شبوة . ولا تهنوا ولا تخافوا فهو جيش للبيع !!!