قد لا ألوم الدكتور فيصل القاسم مقدم برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة على تعمده اختيار شخصيات ضعيفة وغير موفقة، وتكون سببا للتشهير باليمن اكثر منها منفعة له.. والسبب بكل تأكيد يعود اولا لتوجهات القناة نحو اليمن وخاصة نحو الذين لهم امتداد بالحزب التابع للرئيس السابق، وثانيا لكون البرنامج في الاساس وجد على طريقة التشهير القائم على زرع الفتن بين الدول من جهة وبين الاحزاب والمكونات في البلد الواحد. انما ألوم اولا الشخصيات التي ترشح من يأتون للبرنامج، والذين يعطون الفرصة للقاسم بأن يكون اللاعب الرئيسي فيه، وضيوفه نظرا لعدم تمتعهم بالكياسة والفطنة والثقافة مجرد العوبة بيده، يوجه اليهم ما يشاء فيما يعجزون عن الرد المقنع لعدم امتلاكهم القناعة الكافية والحجة الوافية. كما أن اللوم يطال الشخصيات التي تعرف حجمها ومدى قدرتها وتجازف بسمعة بلادها، فالشخصيات التي ستضيفها القاسم، تظهر وكأنها تابعة لشخصيات سياسية بعينها سواء اكان الرئيس السابق او الاصلاح او انصار الله، ويبقى منطبعا للأذهان منذ اللحظة الاولى لانطلاق البرنامج وحتى نهايته، وكأن الشخصيات مجرد ببغاوات يرددون ما يريد قوله من أتوا للدفاع عنه، كما انه يظهر شخصيات كانت تستميت في الدفاع عن اشخاص ثم ينقلبون عليهم وكأنهم مرتزقة فيما هم لا يعرفون الهدف من استضافتهم بعد تحولهم عن الخندق الذي كانوا فيه، فينجح القاسم في تعريتهم اخلاقيا وفي تأكيد ان هؤلاء هم تبع من يدفع اكثر وان بدا الامر غير ذلك في البرنامج. من خلال متابعتي للبرنامج في الفترة الاخيرة، الاحظ بأن العالم اصبح من خلال ما يقدمه مجمعا على ان هؤلاء هم النخبة اليمنية، مع انهم لا يمثلون اي شيء فيها، وانما يمثلون للأسف الشديد شخصيات في الداخل، فظهرت الحلقات بلا هدف، وغاب اليمن عن محتواها، واصبحت عرقا بين شخصيات الداخل فيمن يمثلونهم في البرنامج. نريد من القاسم ان يستضيف شخصيات لها وزنها وثقلها في الداخل، وتتحدث عن اليمن وما يحدث فيه من منظور شامل، لا من زاوية هذا صالحي وذاك اصلاحي وثالث حوثي ورابع حراكي.. اليمن وما فيها من مشاكل هي أكبر من هؤلاء، قد يكونون هم اصل المشكلة ولكنهم ليسوا كل الحل... هناك شخصيات تستطيع ان تثري البرنامج بدل ان اصبح مسرح ارجوازات يحركها القاسم كيفما شاء. الشعب اليمني يريد ولو مرة واحدة ان يرى الجزيرة تنقل ما فيه بعين الحياد لا بعين المتحيز لجهة ضد اخرى.. تستطيع الجزيرة ان تعيد المشاهد اليمني إليها.. انا هنا لا اقول بأن الكل لا يشاهد الجزيرة، والا كنت كما الجزيرة التي تجير الحق لصالح جهة بعينها في اليمن ضاربة بالطرف الاخر عرض الحائط.. نعم يشاهدها من هي بصفهم، ولكنها اذا كانت تنظر للجميع بعين السواء، سيشاهدها الجميع، ولن يكون ذلك الا اذا كان اداؤها نحو اليمن متوازنا، وفيه قدر كبير من الحياد. الشعب اليمني يحب شقيقه القطري، ولكن توجه الجزيرة في اليمن جعل البعض يبغض المقر المستضيف للقناة، مع ان عتبنا على القناة كمنبر اعلامي، أما دولة قطر فهي شقيقة، ومن هذا المنطلق نتمنى عليها ان تجعل الجزيرة جسر تواصل بين اليمنيين وبينها، لا خندق مواجهة بينهم.