لقد وصل الحل لقضيتكم الجنوبية بوصول عبدربه منصور هادي إلى حاضرتكم عدن وما عليكم إلا أن تضعوا ايديكم في يده والقبول بمخرجات الحوار الوطني كمرحلة أولى في ظل الدولة الاتحادية, كأي دولة من دول العالم التي يسودها النظام الاتحادي الأمن والمستقر. مضى عليكم أكثر من عقدين على ضياعكم للجنوب وهزيمتكم في حرب صيف 94م التي تميزت بالانسحاب التكتيكي لقواتكم من مرتفعات الضالع وردفان وانتم في اوج قوتكم العسكرية والتسليحية بما في ذلك امتلاككم لأحدث المقاتلات الروسية الميج 29 والدبابات والصواريخ " سكود " التي تركتموها من خلفكم سالمة في مستودعاتها ومخازنها إلى يد علي عبدالله صالح ولم ينقصكم آنذاك سوى فاتورة الاستلام والتسليم قبل ان تقطعوا أكثر من ثلاثة الاف كيلومتر من جبل سناح المطل على قرى ومدن محافظة الضالع غرباً هاربين بجلودكم حتى حدود سلطنة عمان شرقاً. لم تدافعوا عن ارضكم وعرضكم كالرجال بل تركتوا كل شيء غنيمة للغزاة والمحتلين الجدد. كان بإمكانكم التمسك بحضرموت عند وصولكم اليها وجعلها نقطة دفاع وانطلاق ومقاومة لاستعادة ما تم الاستيلاء عليه من محافظات الضالع وشبوة ولحج, لكنكم اخترتم الاستمرار في الهروب إلى الأمام في اتجاه سلطنة عمان ولعنات وسخرية وتندر نساء المكلا تلاحقكم عند مروركم تحت شرفات المنازل حتى ان احدكم قد قال كيف لنا ان نتمسك او ندافع عن حضرموت بعد ان سقطت ارضنا في الضالع ويافع ولحج؟ حتى العاصمة عدن التي تركها قبلكم زعيمكم المغوار وقيادات الدولة والحزب إلى المكلا والتي كانت الذريعة والمقدمة ومؤشر بارز لكل الهزائم التي لحقت بكم في حرب 94م. كل تلك الاحداث قد جرت وانتم في عز قوتكم, وها انتم بعد عقدين من الزمن لم تحققوا شيئاً بشعاراتكم ومهرجاناتكم السلمية وعصيانكم الذي لم تجنوا من بعده سوى الخيبة والتضحية بعشرات ومئات الابرياء وغالبيتهم من الأطفال في الوقت الذي تعيشون فيه انتم في افخم الفلل وفنادق خمسة نجوم مع اسركم واولادكم بعيداً عن الوطن الذي بعتوه بارخص الأثمان. فماذا انتم فاعلون اليوم بعد كل تلك الفضائح والجرائم التي ارتكبتموها بحق شعبكم الذي تركتموه وحيداً يقرر مصيره مع اعتى نظام عسكري قبلي فاسد؟ سكتم سكوت الاموات في قبورهم لعشر سنوات لتحل محله الشعارات والخطابات والمهرجانات والمزايدات بمختلف اشكالها والوانها عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لعشر سنوات اخرى. وعندما جاءتكم الحلول لقضيتكم إلى عقر داركم بعد أن اصبحتم مغلوبين على أمركم فها انتم توجهون سهامكم إلى صدر من جاء حاملاً لقضيتكم بدلاً عنكم وهنا نتساءل من سيكون نصيراً لكم بدلاً عنه وعن دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي بشكل عام؟ الم تتذكروا عندما اعلنتم الانفصال ان الدولة الوحيدة التي اعترفت بكم هي جمهورية ارض السودان التي انفصلت هي ايضاً ولم تعترف أي دولة في العالم حتى الوقت الحاضر؟ إذا كان مطلبكم هو فك الارتباط واستعادة الدولة السابقة خوفاً على مصالحكم النفطية في شبوةوحضرموت " إقليم حضرموت " والذي لم تفصحوا عنه بعد نؤكد لكم إن ذلك سيكون مضموناً ولا داعي للخوف, ثم لماذا ضربتم بالتصالح والتسامح عرض الحائط. إن ذلك دلالة إن احداث يناير 86م لازالت تعشعش في عقولكم رغم عدم الافصاح عنها علانية. نتيجة لمواقفكم وحملاتكم الاعلامية في الصحافة والقنوات الفضائية بعد وصول الرئيس عبدربه منصور هادي فلا يمكن لأبسط انسان إلا أن يؤكد بأنكم قد التقيتم واتفقتم مع نفس خط علي عبدالله صالح وانصار الله الحوثيين مع انكم وحدكم من سيخرج من المولد بلا حمص وفي وقت لم تعد لديكم مخالب وانياب وبعد ان تساقطت الاسنان واوراق التوت التي كانت تغطي عوراتكم. إن وصول إيران إلى اليمن والتحكم فيه وبقراره السياسي عبر انصار الله قد مثل جريمة تاريخية كبرى بحق اليمن واليمنيين وبحق الأمن القومي العربي والتي يتحمل مسؤليتها أولاً وأخيراً انصار الله وحلفاؤهم في المؤتمر الشعبي العام بزعامة علي عبدالله صالح الذي تنكر وخان شعبه الذي وثق فيه لأكثر من ثلاثة عقود, كما تنكر لكل من وقف إلى جانبه وقدم له الدعم السياسي والاقتصادي السخي في كافة المجالات والذين كان لهم الفضل في علاجه وإعادته إلى الحياة بعد أن كان يحتضر بين الحياة والموت نتيجة للحروق التي شملت جسمه كاملاً. ومن شاهد جسمه المحترق وملامح وجهه المشوه سيصل إلى قناعة بأنه لن يبقى على قيد الحياة. إن من لا يريد الوقوف إلى جانب الرئيس عبدربه منصور في هذه الظروف الصعبة والخطيرة من مختلف المكونات السياسية واحزاب اللقاء المشترك عليه أن يغادر عدن والانضمام إلى الحلف الثنائي لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام, ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.