ليس هناك ما هو أقسى علينا كجنوبيين من أن نسمع وزيري خارجية شقيقتنا السعودية وحليفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وهما يخوضان في حديث مطول عن الوضع في اليمن وذلك في اللقاء الودي الذي جمعهما في العاصمة الرياض يوم أمس والذي تطرقا فيه الى كل تفاصيل الصراع القائم في اليمن ومحاولتهم أيجاد مخرج للازمه المتصاعدة بين الشرعيتين الدستورية والثورية وتجاهلهم التام والمخزي للجنوب وقضيته العادلة التي وصلت بصداها الى كل الافاق. وكم يحز في نفسي كجنوبي وغيري من الجنوبيين ان نشاهد هذا اللقاء وغيره من اللقاءات التي تتعمد تجاهل القضية الجنوبية ونضالها السلمي وقوافل الشهداء الأحرار الذين حرروا بدمائهم الزكية تراب الجنوب الطاهر وقوافل الجرحى في ربوع الجنوب والاسرى القابعين خلف قضبان الاحتلال.
شيء لا يمكن التعبير عنه خصوصاً إنه من جارة شقيقة وشريكة لنا في الدين والدم المصير بغض النظر عن الموقف الامريكي المعروف بعدائه للشعوب العربية سوى أن نواصل ما بدأه شهدائنا الاحرار على طريق التحرير حتى يحقق الله لنا ما نسعى اليه من الحرية والاستقلال متجاهلين كل من يسعى الى وأد قضيتنا وربطها بسياسيات ومصالح خارجيه بعيده عن قضية الجنوب وشعبه. لم يكن من المأمول ان تنتهي سويعات اللقاء تلك دون التطرق ولو بالرمز او التلويح غير المباشر لشعب الجنوب وقضيته العادلة ومحاولتهم الذهاب بعيداً عن كل مسمى ينتمي للجنوب .
هذا التجاهل المتعمد والجائر بحق شعب الجنوب لم يكن بالمنصف ولا العادل خصوصاً وإن النهج الذي اختاره الجنوبيون للمطالبة بحقوقهم كان سلمياً حضارياً بامتياز وعلى النقيض من ذلك النهج العسكري والاستقوائي الذي تنتهجه أطراف الصراع في صنعاء ومحاولة بسط نفوذها على تلك المساحة الجغرافية من الجزيرة العربية. وهذه المواقف السياسية المجحفة بحق الجنوب وشعبه ليست وليدة اليوم بل هي نتاج تضارب مصالح واطماع منذ اواخر القرن العشرين ولا زالت مستمرة الى أجل غير مسمى . والمتابع لتلك السياسة الاحادية الجانب سيقرى في احداثياتها الكثير من الاخفاقات والتناقضات والتي بدورها لن تجلب سوى مزيداً من التشظي والصراع والدمار في عموم المنطقة وتحويلها الى ساحة حرب ضروس لتصفية الحسابات السياسية والمذهبية وما الوضع السوري والليبي عنا ببعيد.
ولكن ومن منطلق الصمود والتحدي الذي يتقنه شعب الجنوب ومقابل ذلك التجاهل المحلي والدولي والاقليمي وغض الطرف عن الجنوب وقضيته العادلة هناك على ارض الجنوب شعب يدرك معنى الحرية والاستقلال ولا يملك سوى الايمان بالله ثم بعدالة قضيته سلاحاً آخر قد رسم هدفاً نبيلاً واحداً اسمه التحرير ولا هدفاً سواه ذاك الشعب هو الرهان الحقيقي للانتصار لثورتنا المباركة ولا يمكن لقوى الارض مجتمعه ان تقف في طريقه طالما وهو ماضٍ في طريق الحق برغم ما يحاك ضده من مؤامرات داخليه وخارجيه وعلى كافة الأصعدة . سيبقى شعبنا صامداً في الساحات حتى ينتصر (آن ينصركم الله فلا غالب لكم) (وما النصر الا من عند الله ) وآنها لثورة حتى النصر