جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس اعتباره صنعاء «عاصمة محتلة من جماعة الحوثيين»، وأعلن أن مدينة عدن عاصمة موقتة لليمن، وأكد تمسكه بتقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيديرالية، كما كشف للمرة الأولى أنه أفلت من قبضة الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه الجماعة بعد سيطرتها على القصر الرئاسي الشهر الماضي عبر نفق أوصله إلى منزل مجاور يملكه أحد أقاربه. في غضون ذلك تظاهر آلاف اليمنيين أمس في تعزوإبوصنعاء في سياق الرفض الشعبي لانقلاب الحوثيين وللمطالبة برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء خالد بحاح والإفراج عن المعتقلين المناهضين في حين أقدم مسلحو الجماعة على قمع المتظاهرين في إب وأطلقوا عليهم الرصاص الحي وخطفوا عدداً من الناشطين. إلى ذلك، واصلت الأطراف السياسية في صنعاء مفاوضاتها في رعاية مبعوث الأممالمتحدة جمال بنعمر في ظل خلافات حول كيفية توزيع حصص الفرقاء في الحكومة المقبلة ووسط أنباء عن موافقة غالبية القوى على نقل الحوار إلى العاصمة العمانية مسقط. ونفى بنعمر أمس في بيان اتهام بعض القوى له بالاتفاق مع جماعة الحوثيين من أجل تشكيل مجلس رئاسي، وقال أنه «لم ولن يكون طرفاً في أي اتفاق لأنه يمثل جهة محايدة ليست لديها مصالح سياسية في اليمن، كما تفعل الأطراف المتفاوضة»، وأضاف أن صيغة المجلس الرئاسي ليست فكرته وإنما هو «خيار تبنته أطراف متفاوضة عدة، ولم يكن الخيار الوحيد المطروح على الطاولة» وكشف بنعمر أن وفداً من الأحزاب المشاركة في الحوار - من بينها حزب «الإصلاح» تطوع لعرض الخيارات المطروحة مباشرة على الرئيس هادي خلال زيارة له الأسبوع الماضي. وأكد مصدر رئاسي أمس أن هادي أعلن خلال لقائه أمس وفداً من محافظات إقليم حضرموت، مدينة عدن «عاصمة موقتة» باعتبار صنعاء «عاصمة محتلة» من جماعة الحوثيين، وقال: «لدينا خمسة أقاليم مع مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الجديد وسنتحاور مع الحوثيين على هذا الأساس وقد أبلغنا القوى السياسية أن عدن هي العاصمة لليمن لأن صنعاء عاصمة محتلة». وكان مصدر رئاسي نفى أمس الأول أن يكون هادي بحث مع المبعوث الأممي اقتراح تشكيل مجلس رئاسي أو تعيين أربعة نواب له في سياق المخارج المطروحة للخروج من الأزمة مؤكداً أن «أي قبول بذلك هو خيانة للوطن وإسقاط للشرعية». واستقبل هادي أمس في القصر الجمهوري في عدن وفداً من زعماء القبائل والوجهاء في محافظتي أبين والبيضاء، كما استقبل وفداً من نشطاء المجتمع المدني في مدينة عدن الذين كشف لهم للمرة الأولى عن الطريقة التي تمكن عبرها من الفرار من قبضة الحوثيين في صنعاء الشهر الماضي. وقال أنه خرج من منزله عبر نفق تم حفره قبل أن ينتقل إلى عدن في 21 شباط (فبراير) الماضي عبر سيارات متعددة كان يتم تبديلها في محطات مختلفة وعبر سلوك طرق فرعية. وأكد هادي «أن مشاكل اليمن لن تحل إلا من خلال الحوار الهادف والمبني على الشراكة الوطنية لضمان التوزيع العادل للسلطة والثروة ودعا إلى الاصطفاف الوطني، وشدد على «ضرورة الحفاظ على المكاسب الوطنية التي أفرزتها مخرجات الحوار الوطني والمتمثلة بالأقاليم الستة في إطار دولة اتحادية ليس فيها إقصاء أو تهميش».