ونحن نعيش تعقيدات السياسة وصراع المصطلحات والتراشخ بالعبارات الجميلة و الشعارات المنمقة و استخدام المواطن البسيط و معانته و احلامه المتواضعة من قبل "اقطاعيين المشاريع الصغير" المتصارعة على السلطة في ظل تحول الاعلام الى احد ادوات هذه الصراع وفي ضل غياب الضمير و تسلط الخلاف السياسي على الاعلام الذي يجب ان لا يظهر تحيزه الا للأهداف الوطنية السامية و القيم النبيلة متمسكاً بمبادئ و شرف المهنة وصحة و سلامة رسالته الموجهة الى الناس والذي يعتبر الأداة المباشرة التي تغذي الصراع القائم اليوم ، و التي ايضا يمكن ان تلعب دور ايجابي في الخروج من المأزق و ايجاد وعي مجتمعي لأولويات المرحة و خطورة الانزلاق الى مستنقع الخلاف الذي وطد اركانه اعلام غائب الضمير ، من هنا يأتي دور الاعلام و اهميته كوسيلة مباشر لمخاطبة الشعب و ايصال رسائل التطمين و نشر روح التسامح و غرس بذور الاخاء و نشر ثقافة التعاون لأجل الوطن . انا اعلم ان تاريخنا المعصر و الخلافات المحلية و الدور الاقليمي و الدولي اوجد الكثير من العراقيل و الحفر و المطبات التي تعيق الحركة الوطنية و تعيق اي جهود تصب لصالح الوطن ، اذا هل نستسلم ام انه يجب ان نوقد شمعة خيرا لنا من ان نقعد نلعن الظلام و ان نبحث عن اي وسيلة تساهم تجديد الواقع الاعلامي المعاصر ونقلة الى المربع الوطني ومشاريع بناء الانسان وندفعه الى الالتزام بميثاق شرف المهنة و السعي الجاد الى ايجاد جهة تختص بمراقبة الاعلام المحلي المرئي و المقروء و المسموع و الرقابة ليست بهدف كبت الحرية و انما لتقديم النصيحة و تقويم الاعوجاج الذي ينمي الصراعات و النزاعات و التباينات التي يحرص على اذكائها " اقطاعيين المشاريع الصغيرة " الحريصين على عدم ذهاب مصالحهم و لو كان الثمن ضياع مصلحة شعب و سمعة وطن وكرامة الانسان . ولهذا وجب علينا القول أن الإعلام يؤثر في المجتمع ويلعب دورا هاما ،من حيث تعبئة الرأي العام المحلي بالأخبار والمعلومات التي من خلالها تتعبا المجتمعات بالمعلومات والأفكار والتي يتبعها اتخاذ القرار، ومن ثم التنفيذ. ولذلك لا ابالغ حين اقول ان الاعلام هو الشريان المتصل بمختلف شرائح المجتمع و المغذي لها و والذي يعمل على إثراء وجدانهم وعقولهم ، مما يزيد من مدى ثقافتهم وتأهيلهم وإدراكهم وبالتالي تفاعلهم الايجابي مع المجتمع الذي من حولهم ؛ و هي ايضاً وسيله لتبادل وجهات النظر و الأفكار و البرامج و المشاريع السياسية و الاجتماعية ، ما يسمح بإيجاد عدة خيارات تدفع بالرأي العام الى اختيار ما تشعر بانه سيوفر لها الحياة الكريمة التي يطمح لها . إن الاعلام بوسائله المختلفة لا يقل اهمية عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد ، فالوقت الذي يقضيه المجتمع بشرائحه المختلفة في تعامله مع وسائل الإعلام اكثر و اعمق تأثيرا ، ولا تتحقق وظيفة تنشئة وتوجيه المجتمع لتحقيق الاهداف الوطنية و نزع مسببات الخلاف الذي حرص اعداء الانسانية على غرسها بين شرائح المجتمع مستغلين ضعفاء النفوس من الاعلاميين و الاعلام الذي اصبح العوبة بيد "اقطاعيين المشاريع الصغير" . في الختام اود التأكيد على ان الاعلام هو احد ابرز محددات التي تساهم بطريقة مباشرة و غير مباشره في تشكل الراي العام ؛ وأود التأكيد على ان الاعلام يلعب دوراً كبيراً في التنمية المستدامة – ( التنمية المستدامة هي : التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون ان يعرض للخطر قدرة الاجيال التالية علي اشباع احتياجاتها ) – و ان الفرصة المتاحة امام الاعلاميين و وسائل الاعلام في ايصال الرسالة الوطنية اكبر و اكثر تأثيراً في تحقيق السلم و التعايش و حب الوطن فما الاعلام الا محاولة لربط افكار افراد المجتمع وتصوراتهم وقيمهم واعتقاداتهم بخطة التنمية الوطنية وبطريقة تنفيذها . ولذلك اقول : اعطني اعلاما بضمير اعطيك شعباً يدرك ما يريد