لم يكن الخطاب الأخير الذي ألقاه الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو مجرد خطاب استعلائي تحريضي انتقامي فحسب بل كان خطاباً بذيئاً يمت بالصلة إلى كل مايحويه مصطلح (قلة الأدب السياسي) من معان ويشمل كل ما تقع تحته من مدلولات. لن أكون بذيئاً في ردي رغم السقوط والتدني والاستفزاز الذي حمله الخطاب الملقى من قبل ذلك المسمى (زعيما) أمام قلة من ابناء تعز لتزوير إرادة أبناء المحافظة ودغدغة عواطفهم والكذب عليهم رغم أنهم قد ملوا من طول الأكاذيب التي سئموا تكرارها طوال الثلاثة العقود الماضية ولم يعد في عقولهم مجال لاستيعاب مزيد من الوهم ولافي قلوبهم متسع لقبول مزيد من الهراء.
ما يقوله الخطاب هو أن صاحبه ظهر مجرداً من كل سمات الزعامة التي يدعيها وبدا يستعرض بلغة وقحة لا تخدم الوطن ولا الثورة ولا الوحدة ولا الجمهورية ولا القضية الوطنية. أما تعز فهي وبكل تأكيد ليست أولئك العشرون نفراً من الغلابى الذين كلت أقدامهم من المشي ذهاباً وايابا إلى مقيل صالح ليستعرض بهم أمام الكاميرات إنما تعز هي تلك الجماهير الحاشدة التي ضجت بها الشوارع وامتلأت بها الأزقة والحارات وهي تهتف يسقط الانقلاب ...يسقط الانقلاب.
تعز هي قلعة الإياء الرافضة لكل من يريد كبت صوتها أو لجم حنجرتها .. كانت تعز ولاتزال وستظل تصم آذانها أمام كل الأصوات الناعقة التي تحاول اختراق مسامع ابناءها لتشبعهم خراباً وتعدهم سراباً.
إنني كتعزي أقف وبكل فخر مع شرعية الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وهو موقف مبدأي لا ينتظر الإذن من أحد إنما هو موقف الشباب وهو صوت الدماء الجديدة التي استنشقت عبق نسيم الحرية في الحالمة (تعز) وتربت على مبادئ الثورة والجمهورية تحت ظلال أفياءها.