تواجد اللواء محمود الصبيحي في عدن سد اخر الثغرات في الجبهة الداخلية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي. اللواء الصبيحي قائد عسكري من العيار الثقيل اضافة الى انه ينتمي الى محافظة لحج والتي تعرضت للتهميش والاقصاء من نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ونرى التفاف كبير لابناء لحج الى جانبه واصرار على مُؤَازَرَتِهِ لانجاز مهمته الوطنية التاريخية والتي اوكلها اليه واعتمد عليه فيها رئيس الجمهورية. في الحقيقة المواجهة جنوبية شمالية حتى وان اتت بصيغة او صبغة اخرى، ولكن جنوب اليوم غير جنوب الامس فجنوب اليوم حدوده اكبر ويتمثل في كل المناطق جنوب مدينة صنعاء وشرقها. نرى رفض واضح وكبير للانقلاب الهمجي من قبل ابناء محافظاتتعز ومأرب وذمار واب وحجة والمحويت والجوف والحديدة والبيضاء. صمودهم وتماسكهم سيكون مختلف هذه المرة فمعركتهم مصيرية مع المركز المقدس العابث بحلته الجديدة المتمثلة في حلف عفاش والحوثي، فهي ربما تكون الفرصة الاخيرة لابناء هذه المناطق للانعتاق من اولئك العابثين. وفي سياق ليس ببعيد في الامارات العربية المتحدة وبرعايتها، يعُقد لقاء هام للقيادات الجنوبية، وهو لقاء الاول من نوعه من حيث الحضور والهدف، شخصيات من العيار الثقيل من مختلف الاطياف السياسية الجنوبية تحضر اللقاء، وهناك تقارب كبير في وجهات النظر لهذه القيادات بشأن القضية الجنوبية وموقفها ومتطلباتها تجاه تحديات المرحلة، بالاضافة الى توافقهم على الدعم والمساندة الواجب تقديمها للسلطة الشرعية للرئيس هادي. وسبق هذا الحدث لقاءات نوعية كثيرة جمعت الرئيس بالقيادات السياسية والميدانية الفاعلة في الحراك الجنوبي واثمرت هذه اللقاءات ارتياح كبير لدى مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية في الجنوب. ايضا اقليميا نرى توافق تام بين دول مجلس التعاون الخليجي تجاه السلطة الشرعية في اليمن وهو موقف قلما حدث بين دول الخليج تجاه قضايا اليمن. هذا الموقف له دلالات عميقة فهو يربط مصير اليمن بمصير دول المجلس والتي استشعرت خطر التمدد اوالتواجد الايراني في اليمن. هكذا نرى جبهة الرئيس الشرعي او ممكن ان نسميها الجبهة المحلية والاقليمية لمواجهة الانقلاب والمليشيات المتمردة العابثة والتواجد الطائفي في اليمن، اصبحت اكثر تنظيم وتماسك وتفاعل بين جميع مكوناتها. بالمقابل نرى الكثير من المواقف المتشنجة لجبهة الانقلاب وتحالف الحوثي-عفاش، ففي الوقت الذي لم تستطع مليشيات الحوثي حسم المعركة في البيضاء والسيطرة على المحافظة في حرب قاربت فترتها النصف عام، تذهب هذه المليشيات بعنترية غريبة لتنفيذ مناورة عسكرية على حدود المملكة العربية السعودية. ايضا الرئيس السابق علي صالح، اصبح يتخبط في كل تحركاته وتصريحاته تهديدا ووعيدا. تُذكر اليمنيين كيف كان يهدد ويتوعد ايام ثورة الشباب في العام 2011 وكيف رفض التوقيع على المبادرة الخليجية بعد توقيع كافة الاطراف عليها. وبعدها ب أيام معدودات تمت محاولة اغتياله في مسجد النهدين.. وذهب الى الرياض ثم عاد ووقع عليها مرغماً يجتر اصابات وحروق تفجير مسجد النهدين.
هكذا تعود الناس من علي صالح عندما يكون محاصر وفي خطر يحاول ارباك المشهد بالهنجمة والتهديد والوعيد (بالاضافة الى الكذب طبعاً). لاتوجد خطورة منه عندما يطلق التهديدات.. خطورته في صمته، لم نسمع له هنجمة ولاتصريح عندما قاد الحوثي الى صنعاء.