اذاعة وتلفزيون عدن تمثلان تاريخ من العطاء الابداعي فهما يعتبران من اقدم المنابر الاعلامية في الجزيرة العربية وقد سعتا خلال مشوارهما الطويل في نشر الثقافة والفكر والترفيه لاجيال متعاقبة، فاذاعة عدن بذلك الصوت الذي غرد قبل ستون عاماً بعبارة هنا عدن والذي لايزال يتردد صداها في ذاكرة الكثير من عشاقها .وتلفزيون عدن بشاشته الفضية الساحرة التي خلبت لب مشاهديها منذ نصف قرن بتقديمها اجمل ما يمكن تقديمه ولم يبخلا يوماً على عشاقهما بل كانا يتنافسا على تقديم الاجود والممتع لمستمعيهم ومشاهديهم ووثقا إرث ثقافي من اغاني واعمال درامية وبرامج مختلفة واسهما في رفع اسم عدن عالياً في سماء الوطن. فخامة الرئيس انت احد هولاء الذين واكبوا جميع المراحل التي مرت بها اذاعة وتلفزيون عدن ومن المؤكد ان لهما الأثر في ذاكرتك وفكرك ولربما الامر اعمق مما اظن. لا ادري من اين ابدا ، فحالة الجهازين لا تسر عدو ولا حبيب ، فارسال اذاعة عدن متهالك ولا يخفى بان اذاعة عدن لديها جهاز بث جديد AM على الموجة المتوسطة وبقوة 600 كيلو وات وقد تم تركيبه تحت اشراف خبراء من كرواتيا قبل عامين ولم يتبقى له سوى لمسات بسيطة وحضور الخبراء لضمان التشغيل. ولكن وللاسف لم يتم تشغيله رغم الاحتياج الكبير لبث هذا الجهاز الذي سيغطي الجمهورية وسيصل ببث اذاعة عدن الى الدول المجاورة ، فلا اريد ان اطيل عليكم لاعتقادي بان فخامتكم على اطلاع بمشاكل البث باذاعة وتلفزيون عدن. وما احب ان اوضحه هنا هو حالة من يقفون خلف هاذين الجهازين ويقوموا بتامين استمرارية عملهما وتطوير وتحسين اداءهما لرسالتهما الاعلامية، فهناك طاقات بشرية من مبدعين ومهندسين وفنيين واداريين يعملون ليل ونهار وغير آبهين بالمخاطر التي تمر بها بلادنا وتعكر صفو أمنهم وسلامتهم ولكنهم صامدين وغير مقصرين في اداء رسالتهم الاعلامية ويعيرون جل اهتمامهم بالدرجة الاولى في الحفاظ على صوت اذاعة عدن صادح عبر الاثير وشاشة تلفزيون عدن متالقة وزاهية. ومع كل هذا فانهم حرموا من مستحقاتهم المعتاده منذ شهر ديسمبر وحتى يومنا هذا لكون المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون لم ترسل التعزيز المالي الخاص بالبند الثاني وبشكل كامل والتي يتضمن الميزانية التشغيلية المحتوية على العلاوات ومصاريف هامة في تسيير العمل، فهناك المتعاقدين ليس لهم رواتب واعتمادهم الكامل على اجورهم ضمن الميزانية التشغيلية كما ان رواتب الموظفين في هذا الجهاز الاعلامي الهام ضئيلة مقارنة ببعض المرافق التي تميزت بهياكل وظيفية خاصة، لهذا اعتمادهم على تلك العلاوات امر اساسي وهام لتلبية التزاماتهم في تسيير امور معيشتهم بصورة كريمة، وبسبب انقطاعها فهم يعانون ومستحملين على امل ان ياتي الفرج قريباً ، ومرت شهور وارتفعت المعاناة ولم يرفعوا اصواتهم وكتموا انينهم في صدورهم ولم يفصحوا عن مواجهتهم للظروف الحياتية القاسية،، فاملهم في لفتة من فخامتكم لقضيتهم الحساسة هذه مع علمهم الجيد بقضايا الوطن الهامة والجسيمة التي تتحملونها وقد لا تسمح لكم بنمحهم التفاتة ونظرة عادلة ولكن يبقى للامل مكان.