في صباح ذات يوم و أنا ذاهب إلى عدن من مديرية المنصورة لتأدية غرض ما فسمعت السائق الهايس يصيح بأعلى صوته خور عدن خور عدن على الماشي فطلعت السيارة و أديت التحية و السلام على الموجودين و جلست .. ولم تتحرك السيارة فقلت له : مالك ما تتحرك مش قلت على الماشي فرد بوقاحة : يا حاج بانطلع واحد والاّ أثنين وبانمشي ثم صاح مره أخرى خور عدن فجاءت مواطنة قال لها : خور عدن قالت له : بعد أن تجاهلته لا إني رايحه التواهي فقلت له : ألان أنت رايح عدن ولا التواهي فلم يرد !! المهم طلعت الأخت ولم يتحرك فقلت له : شوف يا أبني سوى أنت تتحرك أو لم تتحرك فالله سبحانه و تعالى موزع الأرزاق فتوكل على الله لأن لدينا أعمال فقال أيضا و بوقاحة و بقله أخلاق : يا حاج باقي نفر وبنمشي فرد عليه مواطن آخر : يا أبني أيش رأيك تنزل إلى باب العمارة و تدق عليهم أبواب منازلهم و تقول لهم قوموا من النوم رايحين عدن وألا التواهي فقال له السائق أيضاً بأكثر وقاحة و قله أدب : حتى أنت كمان يا حاج المهم تحرك السائق الذي باين عليه شارب حبوب الشجاعة ( دايز بم ) إلى إن وصل إلى جولة كالتكس عفواً جولة رأس الرجاء الصالح ؟؟ حيث تقف العشرات من السيارات الهايس و هناك من يصيح معلا تواهي فقال صاحبنا صاحب الهايس موجهاً كلامه إلى الأخت المواطنة أنزلي يا كريمه و أطلعي مع سيارة المعلا و التواهي فقالت المواطنة : حسبي الله ونعم الوكيل منكم يا سائقي الهايس و بقى في مكانه في جولة رأس رجاء الصالح أمام أعين رجال المرور الذين هم أيضاً يطلبوا الله عفواً يشحتوا من سائقي الهايس من 100 ريال فأصبح رجل المرور أيضاً قيمته 100 ريال المهم تحرك صاحب الهايس بعد أن امتلأت مقاعد سيارته بعد أن طلعت أرواحنا فأنطلق بسيارته يسابق الريح غير مبالي بأرواح البشر و أخيراً وصلت إلى عدن بعد مرور أكثر من ساعة من الزمن ... فأصبحت أكره اليوم الذي سأذهب فيه إلى عدن أو إلى أي مدينه من مدن عدن الباسلة ... و ذات يوم في تمام الساعة 2:30 ظهراً رن هاتفي الجوال و كانت المتصلة أبنتي (أ.م) و سمعتها تقول : يا بابا (م.ع.ح) و التي هي أيضا في مثابة أبنتي تعرضت لحادث سيارة هايس متجهه هي و خطيبها الى مدينه الشعب و هي ألان في العناية المركزة في مستشفى صابر ... فأخذت أبنتي (ح) فتوجهنا إلى المستشفى فرأيت ابنتي الدكتورة بين الحياة و الموت ولا أخفي عليكم سراُ بأني بكيت على أبنتي بحرقه و الم و قهر فكنتُ أصلي في قيام الليل و أدعو إلى الله سبحانه و تعالي و أقول: ربي لقد مس أبنتي السوء فأضرها و أنت أرحم الرحمين ... يآرب أشفيها مما أصابها من مكروه لان أنت وحدك الشافي حينها و كنت أبكي و قطرات الدموع تسيل إلى السجادة التي كنت أصلي عليها فاستجاب الله جل جلاله لدعواتنا و دعوات كل من أحبوها حيث استطاعت أن تسير على قدميها بعد أقل من شهرين ... و ذات يوم أيضاً طلعت الباص القادم من كابوتا من مديريه المنصورة ذاهباً إلى مديريه الشيخ عثمان و سائقي هذه الباصات هم أغلبهم من اللاجئين الصومال و منهم أيضا يمنيين وبعد أن أستلم ( الكراني ) مبلغ 60 ريالاً من كل مواطن و بعد أن يصل الى الجوله و التي تقع بين القاهرة و الشيخ عثمان المزدحمة بالسيارات يفاجئنا سائق الباص بقوله لنا أنزلوا و أطلعوا الباص الآخر ( لأننا باندور) فأستنكرت الموقف و قلت له : يا أخي هذا الموقف خطأ و عيب هذه ليست أخلاق و في عصر اليوم التالي طلعت الباص من جولة الغسل و النسيج متجهاً الى مبنى مطابع الكتاب المدرسي فسلمت للكراني 30 ريال باعتبار أن المسافة قصيرة فقال لي : و الذي يبدو عليه أيضاً شارب حبوب الشجاعة و بوقاحة و قله أدب و أخلاق يا حاج هات 60 ريال لأني ما أشتغل معك بالمتر فاستنكرت الموقف موجهاً كلامي للأخوة الركاب في الباص احكموا بيني وبين الولد و للأسف الشديد ايضاً الركاب لم يستنكروا الموقف فظلوا صامتين صمت القبور !! فقلت : أمرك لله و حسبي الله و نعم الوكيل اليوم انا وغداً سيأتي الدور عليكم فسلمت 60 ريالاً تجنباً للمشاكل عموماً الخطأ ليس خطأ سائقي الهايس أو بقيه الباصات الأخرى الخطأ يكمن من فخامة السيد محافظ محافظه بن حبتور نطالبه بإعطاء توجيهاته إلى المدير العام للمرور في المحافظة و يضع حد لهذه المهزلة الهزلية و ينظم عمليه حركه السيارات و يضبط عماله أصحاب إل 100 ريال . وفي حقيقة الأمر ناقشت هذا الموضوع مع احد الزملاء فقال لي يجب عليك أن تعلم يا صديقي أن الأخوة في قيادة المحافظة حقهم على جنب ولا يهمهم حركه السير ولا أرواح الناس المهم زمان قبل 22 مايو 1990م المشئوم و المزعوم يوم الوحدة المعمدة بالدم كان السراج هو الذي ينظم عمليه سير حركه السيار او يا ويل من يتخطى السراج الأحمر .. فذات يوم تجاوز الشهيد محمود عشيش السراج الأحمر فلحق بيه الشهيد علي عنتر إلى جولة الرئاسة وقال لمحمود عشيش : لقد تجاوزت الإشارة الحمراء وعليك أن تذهب إلى إدارة المرور وتسلم الغرامة لأنه يجب علينا أن نكن نحن القدوة ... فهل سيعود ذاك الزمان ؟ حتماً سيعود بفضل رجال الجنوب الأوفياء والمخلصين .