كثير ما تطالعنا بعض الصحف بمواضيع لكتاب لا تخلوا مقالاتهم من تزيف الحقائق والأحداث التاريخية كما هو حال بعض المنابر الإعلامية المرئية التي انتهجت أسلوب تمجيد بعض القيادات السياسية والعسكرية الذي عاثت في الأرض فساد وألحقت الضرر بالعباد والبلاد وجعلت منهم رموز وقامات وطنية وتاريخية شريفة مما استو لدى تلك القيادات ( مرض العظمة وهوس السلطة والحنين للسجادة الحمراء ) وذلك ما دفع بهم التشبث بكرسي المسئولية والمواقع القيادية مهما كان حجم التضحيات وهذا ما نلاحظه في ظهورهم المتكرر وتصريحات المتتالية عبر وسائل الإعلام المختلفة واللقاءات والمؤتمرات التي مللنا رؤيتها أو سماعها منهم من تولد لديه مفهوم أن الوطن والأحزاب تأتي ضمن ملكيتهم الخاصة ومن يعارض أو يعترض تلصق به كثير من التهم الجاهزة والمفبركة منها (الخيانة العظمى أو العمالة أو العديد من المسميات الأخرى ) فضلاً عن ممارسة أسلوب الترهيب والترغيب ، ربما يكون ذلك جزء من المشكلة والأزمات التي تمر بها البلاد والأحزاب لاسيما وان تلك القيادات انعدم لديهم مفهوم التغير والإحلال بدماء جديدة وتسليم الراية للشباب فلا زالوا يمارسون عملهم السياسي والقيادي بنفس العقليات والمفاهيم البالية التي انقضى عليها الزمن والغير مواكبه لمستجدات العصر وظروف المرحلة . إلى متى يستمر ساسة اليمن وقادتها الاستخفاف بعقول الآخرين دون الاحترام لمشاعرهم وإلى متى ستظل الأزمات والصراعات التي أنهكت الوطن والمواطن تراوح مكانها بسبب عقولهم المتحجرة و مفاهيمهم الضيقة ومواقفهم المتعنتة ورؤيتهم العتمة دون الخروج منها إلى الأفق الرحب والمستقبل المنشود ، ألم يحين الوقت للترفع فوق صغائر الأمور والمصالح الحزبية الضيقة والذهاب إلى معالجة مختلف القضايا بمستوى عالي من المسئولية والحكمة فاليمن بلد الحكمة لذلك نقول لهم حبوا اليمن كل الحب فقلب اليمن كبير وعطائها فياض وحبها لكل الشرفاء بلا حدود . دعونا نقول صراحة متى يأتي الزمن الذي تترفعوا فيه عن مصالحكم الذاتية وتتغلب مصلحة الوطن العليا على مادون ذلك فالوطن اكبر من الجميع ويستحق تقديم اكبر قدر من التنازلات لمصلحة المواطن والوطن من خلال إعطاء الفرص المتكافئة للشباب في إدارة شون البلاد والأحزاب (فلا يجب إن تأخذوا زمانكم وزمان غيركم فلكل زمن دولة ورجال ) من هنا ترتفع قاماتكم ويكتب المؤرخين بأجمل عبارات الثناء أسمائكم وتخلدوا ذكراكم ويعتز بما قدمتم للوطن الآجال القادمة وأحفادكم وتكونوا موضع تقدير واحترام الجميع دون استثناء فالأحزاب والمصالح الذاتية فانية والشعوب والأوطان باقية . يكفي مزايدة ومتاجرة بالقضايا الوطنية وصراعات وسباق على السلطة والسعي إلى المزيد من الثروة على أشلاء الجثث ، يكفي من دماء سفكت وأرواح أزهقت وأموال نهبت ، انظروا الى ما حولكم من أبناء الشعب الذين يعانون من سو الأحوال المعيشية والاقتصادية منهم من يعجز في توفير لقمة الغذاء أو شراء قرص الدواء فيما أرصدتكم مثقلة في البنوك المحلية والخارجية اذهبوا إلى طاولت الحوار بنوايا صادقة وقلوب نابضة بحب اليمن وأبنائه ضعوا ما لديكم (حكموا عقولكم واتركوا مصالحكم وتصالحوا مع أنفسكم ) و تسامحوا فيما بينكم فاليمن تستحق منكم أكثر ذلك ( اتقوا الله في أنفسكم وحاسبوا أنفسكم قبل إن تحاسبوا ) .