المشهد السياسي اليمني والجنوبي يتغير بين الحين والآخر. أما التوافق السياسي يظل شعار دائم بعيداً عن التنفيذ. الحوار المستمر لم يحسم أية قضية ولم يحل الفراغ السياسي. مكث اليمنيون اكثر من عشرة أشهر في الحوار الوطني. وبعد شد وجذب جاءت مخرجات الحوار المتفق عليها. دب الخلاف من جديد عند تنفيذ هذه المخرجات. زادت حدة الصراع بين القوى المتنفذة مع دخول الحوثيون فيه. كل الأطراف عينهم على جمع اكبر ثروة وأنحصر حوارهم في مصالحهم الخاصة وأحزابهم فقط تحت شعار وحدة واستقرار أمن اليمن. لا يهم أن يتسول المواطن ويعيش اكثر من 50% من السكان تحت خط الفقر. دارت عجلة الحوار من جديد على ضوء واقع ناشئ جديد بعد استقالة حكومة الكفاءات والرئيس. المستفيد الوحيد من الحوار هو فندق موفنبيك. حوار الطرشان بدأ من جديد بمواضيع جديدة شكل الرئاسة وتشكيل حكومة. طالت فترة الحوار في إلهاء شعب اليمن بأحداث جانبية تخفي ما يعمله المتخاصمون. حوار ميؤوس منه في ظله هرب الرئيس المستقيل إلى عدن. لقد أراد فرض نفسة كطرف رابع في هذا الصراع. ثقوا أن صراعهم سلمي يقتصر على أحداث دموية بسيطة يذهب ضحيتها عدد من بؤساء اليمن. المتخاصمون هم المتحاورون يخافوا من سيطرة طرف على الآخر. هناك اعتراف كامل بأن الكل له نصيب معلوم. الارتزاق مهنتهم. الخوف ذهب من الحوثيين الشباب الطموح لبناء دولة حين اشتركوا في الفساد ورضوا بما أعطى لهم. لهذا لم يستكمل انقلابهم. صحيح خسر الإصلاح وأسرة آل الأحمر الذين هربوا إلى الخارج بحجة لا تواجه السيل في بدايته. هؤلاء أحنوا رؤوسهم للريح ولما خفت رجعوا من جديد عن طريق الضعيف. تمكنوا من العودة إلى عدن رغم ما عملوه من جرائم في حق شعب الجنوب. أستطاع هذا التحالف الجديد من أحياء نزعة المذهبية سنة وشيعة لكن عينهم على الحفاظ على ثروتهم في صنعاء . التزمت القوات المسلحة والأمنية الحياد بعد تفكيكها ونهب الألوية والمعسكرات. جاءت لجان ثورية مسلحة في صنعاء وقوات شعبية في عدن. ظهر الصراع الدولي جلياً أيران وحلفائها في صنعاء والسعودية وحلفائها في عدن. ظروف استثنائية لم يستوعبها المتخاصمون بل تمادوا معها من أجل البقاء. لم يستفد منها إلاّ الممثل الدولي في اليمن حيث ظل يتنقل من هنا إلى هناك رغبة منه في استمرار الأزمة . شعب الجنوب ظل مراقب عمل المتخاصمون. حدث أرتباك في الحركة الثورية السلمية الجنوبية بين مؤيد ومعارض. لم تنجح العمليات القسرية التي أشرف عليها الدول الراعية للمبادرة الخليجية في وحدة الصف القيادي. ضرورة أن يعملوا مقاربة للوضع الجديد وكيفية التعامل معه من أجل تحقيق فك الارتباط. عدن امتلأت بالأخوة الأعداء وصارت عاصمة الجنوب لا غير. الجنوب في خطر من هذه القوى المتنفذة. هل يدرك قادة الجنوب ذلك لأنقاد شعب الجنوب بأقل الخسائر. أتفق المتخاصمون على نهب الجنوب ولم يتفق الجنوب على طريقة في الخلاص منهم وإقامة دولته المستقلة .