لم أجد توصيفاً مناسباً لما يحصل في عدن هذه الأيام سوى الغوغائية المستوردة و التي صنعتها تلك القوى التي لا تعنيها عدن ولا سواها من مدن الجنوب . سحقاً لهم جعلوا من عدن ميداناً لتبادل الأعيرة النارية بين اوساط السكان الآمنين واشغلوا سكون عدن وهدوئها المعهود بأزيز الرصاص واصوات المدافع ، نعم إنهم رواد العبثية والتخريب القادمون من خلف أسوار صنعاء . تلك الغوغائية والهمجية والفوضى من الامور الدخيلة والمفروضة على كاهل ابناء عدن على وجه الخصوص واخوانهم في باقي المحافظات الجنوبية والذين لا زالوا حتى اللحظة في سجال مع تلك الأحداث اليومية الماثلة للعيان والمنذرة باندلاع حرب شعواء لا ناقة لهم فيه ولا جمل سوى إن هناك من أراد أن يجعل من عدنالمدينة الأمنه أطلالا في زمن الازدهار. والمتأمل لما يجري في عدن من تعبئه عسكرية وتوتر سياسي بين كل الاطراف واشتباكات مسلحه بين الحين والاخر ستطرح عليه تلك الاوضاع سؤالاً وهو هل مازال اولئك ماضون في طريقهم لصب الزيت على النار لتشتعل عدن باهلها وجعلها بؤرة جديده ومساحه حره للصراع الفئوي والمذهبي الذي دأب الكثيرين على تذكيته وتحويله من كل المحاور ليستقر في قلب الجنوب النابض عدن ؟ هل يدرك اولئك ماذا سيترتب على تلك المساعي الدنيئة والنوايا الخبيثة التي بدأت بعض بوادرها تلوح في الافق ؟؟ انه الدمار المحتمل الذي لا يبقي ولا يذر والذي قد لا يأبه له اولئك القابعون على رصيف الانتظار للهروب بعيداً عن وغى الحرب وسعيرها. لازلنا نكرر ونعيد ما يقوله الشارع الجنوبي بأن عدن ليست ساحة لصراع النفوذ والسلطة بين اقطاب الحكم في صنعاء وما حولها وإن عدن لم ولن تكن سوى عاصمة أبديه لدولة الجنوب القادمة بإذن الله. وبالفم المليان نقول لهم اذهبوا بصراعاتكم المذهبية والسلطوية والمناطقية بعيداً عنا وعن الجنوب وعاصمته الأبدية عدن دعوا الجنوب وارحلوا فشعب الجنوب ليس بحاجة للضمائر الميته ، الجنوب بحاجة الى شرفاء ولا سواهم