يبدو أن الرفاق لم يتعظوا من عبر التاريخ ودروسه كما نسوا أو يتناسون أن إرادة الشعب قد لفظتهم أكثر من مرة إلى مزبلة التاريخ وعرفتهم حقيقة أنفسهم ليطلّوا من جديد بين الحين والآخر بالنزعات المناطقية والمذهبية وإثارة نعرات العصبية المقيتة. يعزفون على كل جرح يصيب الجسد اليمني. تعكس تذمراتهم ومخلفات أقدامهم ماتحمله نفوسهم من خبث وحقد على الوطن ولكن جموع الشعب تدرك ماذا جنى جنوب الوطن منهم ردحاً من الزمن.. تصفيات ومآس ومقابر جماعية ومواطن كان ينتظر دوره لساعات من الصباح الباكر في سرب طويل لكي يحصل على بقايا قوت يومي لايكاد يسد الرمق.. كشفت سجون «فتح» عن حجم الجرم الذي ارتكبوه بحق آلاف الأبرياء الذين خرجوا إلى النور ثانية في عهد الوحدة المباركة ببقايا أجساد مهترئة وهياكل عظمية غابوا عن الحياة قسراً كغيبة أهل الكهف. فالمتأمل لواقع حال الرفاق يدرك أن هؤلاء لاتستهويهم حياة الأمن والاستقرار والتعايش مع الآخر فإن لم يجدوا مبرراً للخلاف اختلقوه حتى في أوساطهم فإن لم يجدوا فمع أنفسهم .وهنا نذكر سواءً أدركوا أم لم يدركوا أن الوحدة راسخة رسوخ الجبال عمدتها جموع الشعب بالدم وقوافل من الشهداء مثلوا خيرة أبنائه كما أن الجميع يدرك أن علي عبدالله صالح تولى مقاليد الحكم فيما الوطن مشطر. شماله يعاني من مخلفات ماضٍ إمامي كهنوتي مستبد ومسلسل من الاغتيالات والصراعات القبلية فيما جنوب الوطن يعبث الرفاق بمقدراته ويستعذبون سلب كرامة أبنائه فبنظرة ومقارنة لعاقل :أي ماضٍ هذا الذي يحنون إليه وأي عهد يتغنون بأمجاده .. سماحة/علي عبدالله صالح واتساع قلبه ورحابة صدره هي من تسامت وترفعت بالصفح عنهم برغم ماارتكبوه في حق الوطن والمواطن وحدهم من يجردون أنفسهم من قيم الوطنية وعزة الانتماء لتربة هذا الوطن بارتهاناتهم وتسولاتهم على أبواب الغير..حرية الرأي والتعبير ممارسة مسئولة في إطار احترام الثوابت وعدم تجاوز الخطوط الحمراء للوحدة حتى لايكتوون بنارها ويصطلون بسعيرها ثانية كما أن الرفاق وحدهم من شطبوا أدوارهم التكميلية بأنفسهم ولم يهمشها صانع الانجاز الحقيقي.. في كل كذبهم وافتراءاتهم وزيفهم لايمثلون سوى أنفسهم ..قواعدهم الشعبية التي ينتحلونها حقيقتها صحيفة صفراء ومقرات متهالكة بفعل الروائح المنفرة التي تنبعث من بين جدرانها. ختاماً ماحكم العقلاء فيمن يرى في التمرد والخروج على النظام والقانون حقاً مشروعاً فإذا ماالدولة مارست دورها وفرضت هيبتها صاح الرفاق وناحوا وتباكوا على حقوق الإنسان فهل العبثية والفوضى انتهاك لحقوق الآخرين أم يريدونها فوضى خلاقة على طريقة «كوندليزارايس » و «ديك تشيني» التي لاتفارق مشاهدها الشاشات صباح مساء في العراق وفلسطين ولبنان والصومال. بقي القول إن حدود حريتنا تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين.