كل من يحاول ان يصنف الجريمة الإرهابية المروعة في جامعي الحشحوش وبدر في خانة الاقتتال الطائفي إنما يبرر بوعي او بدون وعي لهذه الوحوش البشرية أعمالها وشريك اخلاقيا في كل قطرة دم سالت في هذه المجزرة المروعة ,فلا اعتقد انه يخفى عليهم ان الفضاء الجيو سياسي والاجتماعي لعمليات هذه العناصر تمتد من المحيط إلى الخليج ,ففي كل قارات العالم القديم والحديث فجروا دمروا ذبحوا نسفوا قصفوا قتلوا, وان بنك اهدافها من الاتساع بحيث يشمل كافة الإحياء وكل مظاهر الحياة ولا يستثني أحدا مسلمين وغير مسلمين شيعة وسنة رجال ونساء وأطفال واذ كان من استثناء فهو الكيان الصهيوني ... ولهؤلاء العصبيون أؤكد لكم ان مرتادي الجامعين من كل أبناء الشعب اليمني وفي اثناء صلاة الجمعة يرن بهو الجامعين بأصوات "التامين" عقيب الفاتحة . ايها العصبويون المقيتون البائسون لم تكن مساجدنا في اليمن في يوم من الايام مساجد طائفة ولم تكن قبائلنا قبائل طائفية ولم تكن محافظاتنا محافظات طائفية ولا جهاتنا جهات طائفة ,كل مساجدنا يمنية وكل محافظاتنا وجهاتنا يمنية وكل قبائلنا يمنية.. القاعدة بتناسلاتها التكفيرية والمتطرفة ليست رأيا في الدين او مدرسة اجتهادية وابعد عن ان تكون حركة ذات جذور تاريخية عميقة في المجتمعات الإسلامية هي في أصل نشأتها تجمعا من المحاربين الذين تم استجلابهم من كل بلدان الشرق الأوسط إلى أفغانستان وتجنيدهم لمقاتلة السوفييت ,ثم تحولها إلى العولمة الجهادية وعصائب الجهاد الجوالة العابرة للقارات في العشرية التاسعة من القرن المنصرم . العصائب الجهادية المتناسلة عن التنظيم الأم لا تعبر عن هوية اجتماعية ثقافية ,ولم تنشا كجزء من تطور بنية المجتمع او نتيجة لحراك اجتماعي او ديني فهي أشبه بمقذوفات فضائية مبثوثة من أي وصلات وعلائق اجتماعية , يتم استجلابها او استنباتها وإطلاقها من قماقمها تبعا لشروط وظروف الصراعات الدولية والإقليمية والمحلية . ان هذه المجزرة المروعة والفظيعة التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ اليمن المعاصر والابشع والأفظع لهي رسالة واضحة لكل القوى السياسية والاجتماعية والدينية لتعيد مراجعة حساباتها وان تعي جيدا انه مهما بلغت خصوماتها وتكايدها لا يبح لها ان تستبشر الدخول في هذه اللعبة القذرة والدفع باليمن لمسلسلات الذبح الشامل , وان السماح لأي جهة ان تبعث كلابها المسعورة لنهش الجسد اليمني ما هو الا شكل من إشكال التدمير الذاتي وانتحار جماعي لا يمكن ان يقدم عليه انسان سوي ما بالك باي جماعة او جهة تدعي الانتساب لهذا الوطن . هذه الجريمة يفترض ان تستفز الضمير الوطني لتكوين جبهة وطنية واسعة والالتزام الاخلاقي والمسؤول لمكافحة هذه الوباء الدخيل على المجتمع اليمني ومواجهته على جميع المستويات السياسية والعسكرية والامنية والاستخباراتية والاعلامية والاجتماعية, ومن الحمق التفكير ان مسلسل الذبح سيستثنيهم او يمكن التحكم فيه او وقفه عند نقطة محددة, فالعدمية هي التي تطبع مسلسل الذبح الذي تمارسه هذه الكائنات -التي قد يكون من الظلم للوحوش نسبتها اليها – والاستراتيجية التي تتبعها في ممارسة هوايتها هذه هي اقتل ما تيسر ومن تيسر .