ما وصل اليه الوضع في اليمن من تعقيد وتوسع في ادوات القتل والحرب والتنكيل ليس بالمستغرب في ظل وجود اسباب دفعت بالملف اليمني الى ما هو عليه الان . اتسائل احيانا واحدث نفسي هل يظل علي صالح ان استخدامه للحوثيين كغطاء لأعماله وتخريبه لليمن ستظلل الاخرين ولن يعرفو بصماته ..... أم انه الذكاء في الغباء !! الرؤيا السياسية التي يحملها البعض اضحت تناقض ابسط المفاهيم العامة خصوصا لنا كيمنيين فبينما يغضب البعض ويزمجر على التدخل الخارجي للعمليات العسكرية الجوية بقيادة السعودية ويعتبره تدخل وحرب وغزو وانتهاك للسيادة يغض الطرف عما فعله السيد/ عبدالملك الحوثي وكيف اصبح اليد العليا لصالح وطهران في قتل اليمنيين تحت مصطلح التكفيريين وحرب الدواعش وتصنيفاته العنصرية. من خلال كلمته الأخيرة استغرب حقيقة الى العقلية التي يفكر بها فتى مران وهو يطالب اليمنيين بالتصدي للعدوان السعودي وهو على النقيض يقود مشروع عدواني على اليمنيين جنوبه وشماله . تناقض غريب في المنطق والتفكير لمثل هذه العقليه المريضه التي تعيش خارج السرب لواقع اليمنيين قولا وعملا وتعاني من خلل في الاتزان العقلي. كيف يطلب من اليمنيين ان يواجهوا الخارج وغفل معمم مران انه يقتل ويذبح في الداخل وقد نهب الدولة وفكك الجيش بتحالفه مع صالح وقتل معنى الولاء الوطني وزرع الحقد والالم لليمنيين لاجيال قادمه . كان اليمنيون على موعد قريب وخطوات ليست بالبعيده عن مشروع دولة جدية قد تفتح الامال في غد افضل ولكن معمم مران صادر هذا المشروع والحلم بعد اكثر من سنتين من الحوار الوطني . فيرمي معمم مران خصومه ومن لا ينفذون رغباته بالعماله والخيانه ويصادر حقوقهم السياسية تحت هذه الحجه و يجلب تدخل ايران وسلاحها وعداوتها لليمنيين ... المشروع الايراني الذي حمله معمم مران للشعب اليمني وبهذه الافعال الدنيئه والخيانه لدماء اليمنيين وتضحياتهم سيتحمل الحوثيون هذا الخطأ وسيحكي التاريخ أنهم نقطة سوداء في تاريخ اليمنيين . لقد سرقوا احلام الشعب بعد ان كانو على خطوات من دستور وانتخاب سلطة شرعية وتكوين دولة لجميع اليمنيين , لكنهم تعاونوا مع صالح وطهران واجتاحوا العاصمة وفككوا المؤسسات والوزارات ومارسوا مهارتهم في الكذب والدجل على اليمنيين واستباحوا دمائهم وأموالهم وفجروا المساجد والمنازل في مشهد تفوقوا فيه على الكيان الاسرائيلي وهو يمارس عدوانه على الفلسطينيين . واليوم يأتينا معمم مران ويطالب بالتصدي على العدوان السعودي ... على اضعف الايمان منذ ستين عاما لم يتكلم مسؤول سعودي ويتبجح امام وسائل الاعلام ويقول ان صنعاء تخضع للرياض وهي في قبضته كما فعل اسياد الحوثي في طهران . فبعد سقوط صنعاء في 21 سبتمر تحت قبضة صالح وحلفائه الحوثيين بأيام يتفاخر قادة وضباط الحرس الثوري الايراني وسياسيوه بان صنعاء سقطت بيدهم وتحت طوعهم . لذا كل يمني لديه حساسيه من الضربة الجوية على اليمن واعتبرها إهانة واعتداء على السيادة اليمنية نذكره .. أين كانت هذه الحساسية عند اقتحام صنعاء من قبل ميلشيا !! أين كانت هذه الحساسية عند احتجاز رئيس دولة وحكومته أين كانت هذه الحساسية عندما استباحت جماعة الحوثي الشعب اليمني جنوبه وشماله وفجرت مساجده ودور القرأن والعباده ..أين كانت هذه الحساسية عندما استجلب معمم مران عملاء ايران وطائراتها وسفنها الى اليمن لتكون اليمن بؤرة للصراع والحروب في المنطقة على حساب ارواح ودماء الشعب الفقير المنهك جهلا ومرضا وعوزا اقتصاديا !! وفي لحظة تأمل لمن يريد ان يكن موضوعي في تفكيره وطرحه منذ متى واليمن يمتلك السيادة الم يقوم نظام علي صالح ببيعها مرات كثيرة وعديده لأكثر من جهة بمقابل ودون مقابل . ما نحن عليه يا ساده يا كرام هو نتيجه طبيعيه لغياب مشروع سياسي وطني أتاح للآخرين التغلغل في اليمن عبر فجوات وشروخ تسبب بها نظام علي صالح ومشروعه في كيفية ادارة الدولة عبر بصناعة الازمات . اخيراً ،،،، من الواضح أن التوقيت الذي بداءت فيه "عاصفة الحزم" مازال محفزا للضغط الامريكي على إيران وحليفتها روسيا حول جملة من القضايا ورسم ملامح لكثير من التفاهمات الاقليمية والدولية لحالة الصراع والخلاف وعلى النفوذ . ومن هنا يجب ان يتم التنبه الى ان مشروع تمدد ايران وبسط نفوذها على المنطقة لن يتم الا عبر تقاسم مع الغرب وتفاهمات واتفاقيات مرسومة . ومع كل هذه المعطيات يجب ان لا يكتفى بالعمليات العسكرية بالجو فقط ولكن لا بد من دعم وتنسيق لإيجاد قوات قبلية وعسكرية قادرة على التحرك على الجغرافيا اليمنية لاقتلاع مخالب ايران في صعدة عبر ادوات يمنية على الارض .... ستراهن ايران على محورين لإبقاء نفسها حاضرة في اليمن عملا بالملف السوري : المحور الاول : استدراج قوى التحالف بخوض عمليات برية ليست يمنية سواء ميلشيا القاعدة وداعش او التدخل المباشر على الارض لقوات عاصفة الحزب ... مما سيكون حافزا يخدم لإستنزاف الوقت واللعب على العامل الزمني واحداث اكبر خسارة بالعنصر الدخيل على النسيج اليمني بعكس لو كان المقاتلون هم من نفس المكون الاجتماعي على الارض . ومن هذا المنطقل لابد استغلال تكتيك القرب الجغرافي لصعدة خصوصا دعم مكونات القبائل في الجوف لقربها من صعدها ومدها بالغطاء والإسناد الجوي لشن حرب شاملة وكاسحة على معقل الحوثيين في صعدة.
المحور الثاني : ستحاول ايران الضغط وايقاف الضربات الجوية والدخول في انصاف حلول سياسية تمهد لها اعادة حسابتها وترتيب اوراقها في اليمن والمنطقة .
واذكر بمقولة قالها ابن خلدون : حُكْمُ الطُّغَاةِ إلى الأعداء مَجْلَبَةٌ ** والظٌّلْمُ مِنْ قِدَمٍ للظُّلْمِ جَلَّابُ والجَوْرُ يَجْعَلُ كُلَّ النَّاسِ جائِرَةً ** إنَّ العداوة بين الناسِ أسْبَابُ يا أمَّة العَدْلِ مَنْ يُحْيِي لنا عُمَرَاً ** فإنَّ حاكمنا يا قَوْمِ قَصَّابُ وأصْبَحَ العَدْلُ فى أوْطَانِنا خُطَبَاً ** نُعِيدُها وخَطِيبُ القَوْمِ كَذَّابُ