يقف المرء مذهولا مما يجري على الساحة الجنوبية من معارك دامية طرفاها المفترضين نظام يحمل شرعية كما يدعيها وتسنده قوة اقليمية كبرى وأخرى انقلابية غير شرعية كما توصف تدافع عن وجودها وإزاحة خصمها لكن ما يجري على جغرافيا الواقع ووقائع المعركة تغاير كل هذا الطرح والمقولات التي نسمعها حيث أن المعركة الحقيقة هي ما يجري على أرض الجنوب بغرض إعادة احتلاله من جديد . الذهول هنا لأسباب عدة اهمها : - غياب تام لطرف رئيسي في المعركة والمواجهة عدة ورجالا وإدارة وهو من يدعي الشرعية حيث لا نجد اصطفاف (يمني) بالمعنى الكامل معه وترك أصحاب المنطقة في الجنوب يدافعون بإمكانياتهم المتواضعة وبإيمانهم بقضيتهم الطرف الآخر وهو النظام المحتل بوجهه الجديد القديم وتآلفه القبيح اليوم في المعركة وباتت قوى أخرى لها خصومات ومؤيدة علنا للشرعية متوارية عن الانظار. - القوى الداعمة للشرعية إقليميا لاتزال تحلق بضرباتها في السماء دون بسط نفوذ او تعزيز نفوذ طرفها على أرض الواقع بينما الآخر رغم تلقيه ضربات جوية موجعة لكنه يسابق الزمن بفرض أمر واقع على الأرض من خلال الالوية العسكرية الضخمة والموزعة على جغرافيا الجنوب . ومن مراقبة سير المعارك على الأرض نجد أن مايسمى القوات المتمردة على الشرعية لازالت تسيطر على قوتها في الجنوب وتحركها لفرض أمر واقع وهي ماسعت بكل قواتها على جبهة الضالع كرش العند للاستيلاء على عدن كمركز للشرعية ولن تنجح حتى اللحظة ورغم تكبدها خسائر فيها لكنها لازالت تحاول جاهدة لتحقيق هدفها. وفي المقابل بدأت خياراتها تتجه نحو جبهة أخرى ربما لتعويض خسارتها بجبهتها الاولى وهي جبهة شبوةحضرموت المهرة ولعل رأس هذه الجبهة هي شبوة وقد بدأت من يوم الجمعة في محاولاتها لاختراق هذه الجبهة من بيحان ولاتزال المعارك مستمرة ومستعرة هناك ويكفيها فقط دخول مئات منها متجهه صوب عتق لتخرج معسكرات عتق بما فيها المحور للانضمام اليها واعلان الصرخة ليست لأمريكا واسرائيل ولكن للجنوب وفق مرسوم التعبئة العامة والنفير العام. هناك من عتق سوف تتحرك باتجاهين الاتجاه الساحلي النقبة عزان جول الريدة بالحاف وفيها من القوات والكتائب ما ينتظرها بفارغ الصبر لتلتحق بها باتجاه الطريق الساحلي الى المكلا بقيادة النخبة ولواء الامن المركزي بالمكلا وروكب بويش وبعدها تلتحم بقوات الريان بكل معسكراتها وتعلن الصرخة وتسقط بذلك النصف الساحلي او قاعدة المثلث الذهبي الجغرافي شبوةحضرموت المهرة. على ذات النسق من التمدد تلتحم القوات من جهة الصحراء بكل ما فيها من ألوية تحتويها سيئون بمفرق بن عيفان وتتقسم الى جزئين الاهم منها يذهب الى المهرة من تريم باتجاه القطن وسيئون ويلتحم بمعسكرات المنطقة التي يقودها الحليلي وتعلن الصرخة إيذانا بإسقاط حضرموت الوادي وتواكب مسيرتها نحو محافظة المهرة من هذه الرؤية نجد أن هناك حرب تدار لفرض أمر واقع قد لا يدرك الكثير منا أبعادها ومراميها وخطورة مواجهته لاحقا اذا لم يتم تداركه الان كما يجب أن نفهم أن المعركة غلفت بصراع منظومتي النظام والانقضاض عليه لكن الأصل كما يفرزه الصراع وتنبأ عنه جبهات القتال وللأسف الشديد هو شمالي جنوبي وأصحاب الشرعية المدعين لها لا يمثلون طرفها الا في الشق السياسي منه إن وجد وتركوا من يمثل الجنوب منهم دون دفاع الامر الذي يجعلنا نطرح اسئلة عديدة تثبت آلية الصراع وافرازاته واذا لم تتدارك القوى الاقليمية تغيير آليات عملياتها العسكرية الان فان شيء يتشكل في الارض سوف يحدث أمرا واقعا يصعب التعامل معه بسرعة من الجو وليس كلما هو محلق في الجو يفرض واقعا على الأرض .