عدن مدينة سلام وأفراح وأمان وكل من عاش وسكن فيها لمس ذلك حتى من زوارها الأجانب الذين كانوا ينزلون من السفن السياحة على رصيف ميناء التواهي , البعض لزيارتها والإقامة المؤقتة فيها والبعض الأخر للترفيه و شراء التحف والتذكار من كل مناطقها , فتراهم في المعلا وعدن والمنصورة و بستان الكمسري وسواحل الجولدمور وابين وفي وقلعة صيره , ولم تعرف عدن ومدن الجنوب الفوضى والإرهاب والمليشيات الإجرامية إلا منذ أن تولى المخلوع الحكم منفرداٌ بعد الوحدة وحاصرها بالمعسكرات المليئة بالقتلة وشجع وزرع وبكل حقد المذهبية والطائفية والتكفيريين ومؤيدي تصدير الثورة الدامية في عدن وبقية المدن الجنوبية وأسكنهم في بيوتها وسلحهم ليستخدمهم وقت الانتفاضة ضده لتنفيذ مجازره ضد أبنائها وضيوفها . اليوم مدينة السرور والسلم والتسامح عدن مثلها مثل بقية مدن الجنوب تعيش حرب غادره قذرة من قبل زعامات متخلفة بربرية لا عمل لها سوى القتل وإشعال نار الفتن والحروب , زعامات بدلا من أن تستثمر في اقتصاد عدن ومينائها ومطارها وشواطئها الجميلة و بنيتها التحتية , جاهدت في عسكرتها من فوق الأرض ومن تحتها استثمرت في بناء أنفاقا سرية مربوطة إجمالا بمواقع عسكرية يسيطر عليها قاده موالون لهذه الزعامات بشكل أعمى و مخصصة للإمداد والمعيشة والحركة , واستفاد ألان من هذا الاستثمار مرتزقة الحوثي والمخلوع في عدن لعمليات القتل والقنص و والحركة والتخفي السريع لبث الرعب وسط السكان و كذلك للتنقل والتسلل في مناطق عدة تشهد معارك ضارية , أنفاق بما يشبه شبكة عنكبوتيه ساعدت هؤلاء المجرمون على التخفي وتفادي الرصد والوصول إلى شوارع ومناطق بعيدة و إلى أهداف حيوية أخرى تكبدوا فيها خسائر كبيرة على يد رجال المقاومة الجنوبية الأبطال الذين يقاتلونهم باستبسال وشجاعة فوق الأرض الجنوبية وفي كل مدنها وقراها . أيتها الرائعة عدن يا منبع الشجاعة والصمود , أن المراهق ولعناته الكاذبة والمخلوع و أذنابه أرادوا أن يزيلوا مجدك ولوثوا شوارعك وطرقك وجبالك وسواحلك بأشلاء و جثث المرتزقة الحاقدة , و شوهوا جزء من مدنيتك المعاصرة , و أفقدوك كثيراً من جمالك ومن أفراحك وحتى من كنوزك التاريخية باسم الموت والتكفير والوحدة , واعرف جيداً كم من طفل وامرأة ورجل من أبنائك قتلوا, وكم من أسرة وعائلة أرعبوا, وكم من دم فيك سفكوا , وكم من طفل يتموا , وباسم جيوش الفاتحين والمجاهدين نهباً وفساداً وقتل فيك عاثوا, و في كل مرة كُنتِ تتحملي القسوة والدمار و من جديد تنهضي ورغم أنوف ألقتله وكثرة الآلام و خفافيش الظلام كالعادة ستنهضي, فانا أنتظر عودتك , واعرف جيداً انك ستنفضي غبار وبارود الشيخ والزعيم والسيد وتعودي من جديد ساحرة فاتنة , فأنتي بوابة نصر طبيعي و منك تفوح رائحة الحرية .