كان للسيطرة على عمرانوصنعاء وبكل سهولة بوادر التأثيراتالمباشرة لإصابة زعيم الحوثيين ومعاونيه بداء الغرور والعظمةوالذي تجلى وبوضوح في خطابات عبدالملك الحوثي اليومية التي يهدد ويتوعد كل من يعترض طريق مشروعه الإيراني في اليمن وكذا الإعلان الدستوري الفاشل الذي أعلنته اللجنة الثورية للحوثي والقرارات الاستعلائية في التعيينات والإعفاءمن المناصب العليا والدنيا للدولة في صنعاء . ووضع كبار شخصيات البلد الرافضين للانقلاب السافر لمليشيات الحوثيعلى الشرعية الدستورية تحت الإقامة الجبرية ابتداء من الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاحوالوزراء وخاصة الوزراء المنتميين الى الجنوب . رغم ان الكل يعلم ان الحوثي سيطر على عمرانوصنعاء وبعض المحافظات الشمالية بتواطىء وتنسيق مع علي عبدالله صالح وألويةالحرس الجمهوري والأمن المركزي (القوات الخاصة) وغيرها من الألوية العسكرية التي تدين بالولاء لعلي عبدالله صالح ونجله احمد . وعندما تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي من الإفلات منالإقامة الجبرية في منزله بصنعاء والعودة الى عدن هو ووزير دفاعه اللواء محمود الصبيحي وإعلانه محافظة عدن عاصمةمؤقتة لليمن جن جنون صالح والحوثي والذي باشروا الىالدفع بعناصر قواتهم الى عدن وتنشيط الخلايا النائمة وتعبئة المستودعات والأنفاق والمباني بالأسلحة والذخائر والإيعازللمعسكرات التي أعلنت ولائها لشرعية هادي بتوجيهات من صالح الى إعلان تمردها والانقلاب على شرعية الرئيس هادي من داخل عدن والفعل بداءت خيوط الانقلاب برفض السقافقائد القوات الخاصة بعدن لقرار إقالته واقتحام قواته مطار عدن الدولي للسيطرة عليه صبيحة يوم الخميس 19 مارس 2015م والذي قوبل بردع حازم من قبل وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي واللواء فيصل والقوات الجنوبية التابعة لهم واللجان الشعبية الجنوبية وثوار الحراك الجنوبي والذي أسفرعن طرد قوات السقاف من المطار وملاحقتهم الى معسكرالصولبان الخاص بالقوات الخاصة والاستيلاء عليه وهروبالسقاف الى خارج عدن . وبعد يومين الطلعات الجوية للطيران الحربي اليمني على قصر معاشيق ومدينة عدن ظهرت الخلايا النائمة التابعة للأمن المركزي ومعسكرات الجيش ومليشياتالحوثي في شوارع عدن وقامت بقصف منازل المواطنينوالأحياء المأهولة بالسكان لبث الرعب حتى يتسنى لهم السيطرة على المدينة بكل يسر حسب ما يضنون رافقه خروج للرئيس هادي من عدن الى سلطنة عمان برا ثم الى المملكة العربية السعودية بعد ان انقلبت عليه كل الألوية العسكرية التي أعلنت ولائها له في وقت سابق , تاركا شباب عدن واللجان الشعبية والحراك الجنوبي يقاومون بكل بسالة كل هذه القوات الهائلة بعددها وعتادها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة علىشحتها أيضا , وأظهرت المقاومة الشعبية الجنوبية في عدن براعة وشراسة منقطعة النظير وكبدت قوات صالح والحوثيخسائر فادحة في الأرواح والعتاد تناثرت خلال هذه المواجهاتأشلاء وجثث مليشيات الحوثي وصالح في الشوارع والأرصفةواستولت المقاومة الجنوبية على أليات ومعدات الحوافيشالثقيلة والخفيفة والأطقم .
وظل إصرار الحوثي وصالح على دخول عدن في تزايد والدفعبالآلاف المقاتلين من الشمال الى الجنوب الى عدن ولحج والضالع وشبوة وبداءت عاصفة الحزم ضرباتها الجوية للقوة العسكرية التابعة لصالح والحوثي في مختلف مناطق اليمن . ولكن تبقى المعارك الشرسة الدائرة في العاصمة الجنوبية عدن هي الأعنف على الإطلاق والتي تقهقرت واستنزفت فيها قوات صالح والحوثي بصورة كبيرة جعلها تتراجع وتنسحب الىخارج أسوار مديريات عدن وتغيير إستراتيجيتها بالدفع بقناصة يدخلون الى المباني التابعة لأبناء الشمال متسللين ثم يعتلون هذه المباني ويقنصون الأهالي المارين في الشوارع . ومع ذلك فقد تعاملت المقاومة الجنوبية في عدن مع هذه الحالات بكل بسالة ودهاء وتم القبض على اغلب القناصين .وأمام صمود أبناء عدن والجنوب توالت الاستسلامات لقوات صالح والحوثي وبالمئات الى يد المقاومة الجنوبية بعد انتقطعت بهم السبل وانقطعت عنهم الإمدادات والتواصل . وهو مما جعل المحللين السياسيين المحليين والأجانب الى إطلاقوصف ما أقدمت عليه قوات صالح والحوثي بالانتحار على الحائط الفولاذي للمقاومة الجنوبية في عدن وهو ما عجل بنهايتها ونهاية صالح والحوثي خاصة مع صدور قرار مجلسالأمن الأخير القاضي بوضع صالح وقواته والحوثي ومليشياته تحت الفصل السابع.