في ظل هذه الظروف العصيبة و المشحونة بالتوتر والقلق و من جبهة ضالع الصمود و التصدي ،أحببت أن أوجه ثلاث رسائل بعد أن وشاهدت الرجال والشباب الشجعان يهبوا بكافة أطيافهم للاستجابة الفورية والعفوية لتلبية نداء الواجب الوطني المقدس للاصطفاف التلقائي والعفوي يتزاحمون في ما بينهم كلا يأمل بهدف الظفر بالخط الأمامي من خطوط المواجهة بهدف التصدي لتلك الأجسام الغريبة القادمة من بطون وكهوف ومغارات جبال مران الشمالية المشحونة و المشبعة بثقافة العنف والتطرف والفوضى والتخريب والإرهاب . وبالرغم من أن المعركة غير متكافئة في العدة والعتاد مع هولا الغرباء ، إلا أن الشباب والرجال يقاومون ببسالة نادرة وصمود أسطوري كبير ينسجون الانتصارات جولة تلو الأخرى ومعنوياتهم تزداد باضطراد يوما بعد يوم مضيقين الخناق على عدوهم الدخيل لم يتركوا له ولو مجرد تغره صغيرة حتى يراهن عليها ليستعيد من خلالها أنفاسه المتقطعة ويثبت إقدامه المرتعشة والمتراخية ، وهذا أمر طبيعي ومنطقي أثبته التاريخ في وقائع كثيرة لا حصر لها وهو أن قوة الحق والدفاع عن هذا الحق هي القوى الوحيدة التي لا تضاهيها أي قوة على الأرض وحتما سوف يكلل هذا الحق بالنصر المبين وسيندحر الباطل ويتقهقر وينهزم مهما حاول أن يتظاهر ويتصنع الانتصارات الوهمية الزائفة ، إلا أن الحقيقة والواقع الميداني سرعان ما يعرى سوءته ليتكشف وجهة القبيح والدميم وان كل الشعارات التي يتلبسها ويتكئ عليها ويتخذ منها منهجا لسير معاركة لم تكن سواء إلا للعدوان والإرهاب و العمالة ليس إلا وهذا ما هو عليه م يدعون تسمية أنفسهم أنصار الله الحوثيين حلفاء البغي والإرهاب والعمالة .
فرسالتي الأولى : سوف أوجهها إلى أهلنا وإخواننا لشباب والرجال الشجعان في محافظة عدن المرابطين والصامدون في جبهات القتال وميادين التضحية والشرف وقاول لهم ، (فل تنحني رؤوس وجباه الرجال الشجعان في كل بقاع الأرض إجلال واحتراما وتقديرا لصمودكم الأسطوري والفولاذي ولشجاعتكم وتضحياتكم النادرة وأنتم تقوضون حلف الإرهاب والفوضى و التخريب وتلاحقون فلوله في كافة الحارات والشوارع وتلقنوهم دروس في الشجاعة والتضحية وها هي مؤشرات ومعطيات انتصارات جبهتكم الصامدة قد برزت بشكل واضح وجلي من خلال لجوء عصابات ومليشيات الإرهاب الحوثي و العفاشي إلى القصف العشوائي لمدينة عدن وتدمير البنية التحتية للمدينة وقتل الأطفال و النساء وتدمير المنازل و المستشفيات و المساجد وقنص الأبرياء ، فكل هذا يعد مؤشر على الفشل الذي باتت تشعر به هذه العصابات التي امتهنت الإجرام والفساد و الإرهاب ، والتي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة ).
أما الرسالة الثانية : فأوجهها إلى قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة وحلفائها الأشقاء العرب ، وأقول فيها أن قراركم التدخل لإنقاذ الشعب اليمني وسلطته الشرعية من خلال عاصفة الحزم كان قرارا صائبا وحكيما بكل المقاييس أملته ضرورة المرحلة وخطورتها واستشعار منكم ومن قيادتكم الحكيمة عن مدى الانعكاسات الخطيرة التي سوف قد تنجم عنها ليس على أمنكم القومي فحسب بل على الأمن والاستقرار في الوطن العربي والدولي ككل ، الأمر الذي جعله محط ترحيب وتأييد شعبي وإقليمي ودولي على اعتبار من كونه جاء استجابة لصرخة استغاثة السلطة الشرعية اليمنية بعد أن أوصدت في وجهها عصابات الحوثي و العفاشي كافة أبواب الحوار السلمي وأبت إلا أن يكون خط الدم هو السبيل الوحيد لتحقيق مشاريعها المريبة والمشبوه وهو رهن البلد لقوى دخيلة وغريبة على الجسد العربي والإسلامي .
أما رسالتي الثالثة و الأخيرة : فهي إلى الأشقاء في قبائل الشمال ونقول لهم فيها أن لا تكتفوا بموقف المتفرج وان لا يجعلوا من أرضيهم جسر عبور لمرور الإمدادات والعتاد العسكري للمرتزقة والقتلة و المجرمين يدمرون ويذبحون الأطفال و النساء و الشيوخ في عدن ، ولحج ، والضالع ، وشبوة ، وأبين ويدمرون المنازل والمستشفيات والمساجد فوق رؤوس الأبرياء ، فهذه الحرب ليس حرب المحافظات الجنوبية وحدها بل هي حرب الشعب اليمني بكل أطيافه والى جانبه التحالف الإقليمي والعربي ضد هذه العصابات الإجرامية والتي ارتهنت للإرهاب، والفساد، والتخريب ،والفوضى، والعمالة ،والارتزاق ، الأمر الذي يستوجب معه الاصطفاف و الانخراط فيها لاجتثاثها وتطهير البلاد من شرورها و الانتصار لشرعية الدولة اليمنية ولهويتها ومكانتها وأمنها واستقرارها وتطهير أوكار وخلايا عصابات الحوثي و العفاشي والتي تريد أن تدخل اليمن وشعبة في دوامة العنف والتخريب والفوضى والاقتتال اشبة بالوضع والسيناريو الذي تعيشه كلا من العراق و سوريا والتي باتت في حضن الملالي الفارسي الذي لا يجيد إلا إشعال الحرائق .