لقد احدث المخلوع خلال العشرين عاما، التي حكمها شرخا عميقا في نفس كل ابناء الجنوب دون استثناء الا تلك الحالات التي انسلخت من انتمائها و فضلت اتباع اهوائها و الاقامة في بلاط الحاكم... الشرخ الذي دأب المخلوع و ازلامه في تعميقه يوم بعد يوم...خلق منه فوبيا عند ابناء الجنوب من اي شئ ينتمي الى الوحدة.. و اصبحت كلمة وحدة تعني الاضطهاد ..الإقصاء..الاستغلال..الفساد..و غيرها من المرادفات.. ومعرفتنا القريبة من الأستاذ خالد بحاح ..فاني اثق بكغأته و نزاهته و قدرته الادارية.. و فوق كل ذلك -و لا نزكي احد عند الله- عدم اتساخه بقذارة السياسة و عدم تلطخ يديه بفساد السياسة بعد! و لكنه امام مهمة غاية في الصعوبة. .فقد ترك له المخلوع و ثلة الفاسدون اتباعه جسد مسوس و منخور و نتن بكل قذارات الفساد.. ترك له مرافق حكومية وقودها الرشوة ترك له مدن تفتقر الى ابسط الضروريات لتستحق ان يطلق عليها مدن... بل ان عاصمتها حتى لا ترتقي الى ان تكون قرية من قرى الجوار.. بلاد تفتقر الى المصانع و الطرقات و سياحة لم تستغل و جيش تابع لافراد و ليس له هوية وطن... في عهد المخلوع استشرى الفساد حتى في المدارس.. فكان السقوط مروع للمستوى التعليمي بسبب تفشي الغش و عدم وجود الكوادر المؤهلة للتدريس.. تسهيل عملية الغش بدون وازع من دين او ضمير...جعل تلاميذ المدارس يتركون مراجعة دروسهم ..فتفشت الامية المقنعة في المدارس..الا من بعض الطلبة الذي استشعر اهاليهم حجم المؤامرة فاستماتوا في زرع قيمهم في اولادهم حتى يتجنبوا تلك الظاهرة الخطيرة! و هل يصلح البحاح انفلات الامور الامنية في كل مكان و انتشار العصابات المسلحة و القتل الذي اصبح يمارس دون ان يلفت اليه الانظار ..فقد اصبح الاحرام حدث عادي بل و مبارك من بعض فئات المجتمع... هل يرجع البحاح روح الحياة و حب العمل لقطاع واسع من الشباب .. افترش الشوارع في رحلات تخزين ليلية بسبب الفراغ المفروض عليهم بسرقة وظائفهم من قبل المقربين ... لقد تعمد ازلام المخلوع في قتل روح شباب الجنوب في حب العمل مع سبق الاصرار والترصد... و تم ذلك في تخطيط ممنهج و انتقام غير مفهوم و لا مبرر .. الا لحقد أعمى لابناء الجنوب و الحبيبة عدن بشكل خاص.. هل يعمل البحاح على الوفاء للحبيبة عدن لاستعادة رونقها و اعادة ترميمها و الباسها ثوبها القشيب... عدن يمكنها ان تصبح اجمل مدينة في العالم بأحداث القليل من اللمسات ان و جدت النية الخالصة.. فهي بحاحة الى محطات كهربائية جديدة ..بحاحة الى مصانع بحاجة الى جسور في جولاتها التي اصبحت تزدحم و تصعب بها الحركة.. عدن حتى بحاجة الى مترو انفاق فقد استطاع المخلوع ان يحفر تحتها انفاقا ..و ربط بين المعسكرات من جنوبها الى غربها الى شرقها و شمالها ،كما سمعنا ، في نية مبيتة لاخضاعها عند اللزوم! ! الحبيبة عدن بحاحة الى محافظ مخلص من ابنائها يستعين، الى جانبه ، بمدراء مديريات مخلصين من ابنائها ايضا..و ليس مستوردون من خارجها، يعملون كفريق واحد بكل تفاني و اخلاص لاعادة بنائها انسان و ارض.. لعدن مقومات كثيرة تجاهلها المخلوع متعمدا و استثمار شخصي له باستلام الرشاوى لاخراجها من منظومة التنافس مع مدن الجوار... فللحبيبة عدن مزايا تنافسية طبيعية ..تجعل منها اهم منطقة في العالم...صناعيا و سياحيا و بالتالي اقتصاديا!! فهل فقط يضعها البحاح في مكانها الصحيح؟! و قبل كل شئ امام البحاح رد جميل و عرفان لابناء المقاومة في الحبيبة عدن الذين ضحوا بحياتهم و تصدوا للمعتدين الحوافش و منعهم من اسقاط الجنوب و الحبيبة عدن بالذات تحت براثن التتار الجدد.. فلأسر شهدائهم الخق بالتعويض ماديا اما الحياة فقد عوضهم الرحمن بأحسن منها ..فهم شهداء في الجنة ان شاء الله.. اما من بقي منهم على قيد الحياة ..فمن حقهم الان ان بكرموا بتشكيل مكون امني يتكون من هولاء الشباب بعد تأهيلهم لتكون نوأة لحماية امن عدن... و بالتالي امام البحاح اذا ضرورة اخراج المعسكرات التي زرعها المخلوع و حشأها بابناء المناطق الشمالية التي تواليه،من مدينة عدن ... و دعوني اتكلم عن عدن بشكل خاص لانها مدينتي و ليس لي الحق بالحديث عن غيرها..فلتكون نموذج يتبع في باقي المدن ان اردتم!! الشرخ الذي تركه المخلوع في النفس كبير جدا و علاجه في غاية الصعوبة و شديد الحساسية.. المخلوع و نظامه الفاسد، وضع في طريق اي رئيس بعده, العديد من الافخاخ الملغمة و الكثير من التحديات ..منها القاعدة و الحوثين و المليشيات و المشايخ و غيرها من المسميات المتمردة على النظام و القانون.. فكيف سيتخلص منها البحاح.. امام البحاح الشروع في بناء المصانع التي تستوعب الكثير من العمالة! لان ذلك يساعد في صرف ابناء القبائل الى حياة مدنية بدلا عن وظيفتهم الوحيدة المكتوبة عليهم كافراد مسلحة لحماية المشايخ. . امام البحاح اقناع قبائل الشمال بعدم التجول باسلحتهم و تهديدهم السمينة العامة و ذلك لن يتم الا بتمدين هولاء ..و المدنيية لا تتم الا ببناء المصانع و ما ان ينصرف ابناء القبائل للاعمال اليدةية حتى يتخلون تلقائيا عن اسلحتهم و قرويتهم القاسية.. امام البحاح بناء جيش لحماية الوطن و تفكيك منظومة افراد الفوق قانون.. امامه الكثير من التحديات و لكن أعظمها ..كيف يستعيد البحاح الثقة لابناء الجنوب بالوحدة و كيف يعالجهم من فوبيا الوحدة. التي اصبحت مقترنة بالسحل و الاقصاء و الفساد! البحاح يجب ان يتعامل بشفافية و وضوح و بحذر شديد مع ابناء الجنوب ، فاي خطوة خاطئة او غير مدروسة لن يقوم له بعدها قائمة!! فهل يصلح البحاح ما افسده المخلوع!