قبل شهر ونصف من استشهادة، كانت كلماتك عبر الهاتف، تعلو جبين الجنوب، أرضاً وانساناً، ونحن نتبادل الحديث، كانت نبرات حدسك، تسري بوادي وسهول الجنوب، وتعلو جبالة، لانك كنت عند مستوى الحدث، قائداً، عرفك الجميع، شرق وغرب الجنوب، وكل بقعة، كنت فيها ترسم احداثيات وطن، وسط ذرات ترابة وضميرك، كنت تكتب مسيرة تاريخية، يريدها شعبك، الذهاب الى وطن، أسمة الجنوب موشوم في وجدانك. صقلت مهاراتك القيادية، من وحية، ومنشأ رضعته، الصبيحة، جواز الرجولة، فيه تربعت، ومنك، خلقت وضعاً أستثنائياً، أعتليتة، بفنون القيادة، تدرسة اعرق أكاديميات العلوم العسكرية في العالم، اجتزتها بسهولة، لانها في عقلك مكتسبة، الصبيحة، العالم المخفي المجهول، الذي، أغفلته النخب طوال 47 عام، كنت والكثير من صعدتم فوق الركام، وصرتم في مختلف المجالات والعلوم الانسانية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، نماذج، يحتذى بها في كل أركان الوطن. طة علوان،وسيرة إنسانية، لشاب من آخر زوايا الصبيحة، الجنوب العربي، يذهب التاريخ آلية، يحضر في قلب أحداثة، مقداداً، يصنع الفعل، في ضياع كامل، وعتمة، يكون نورة، من عائشة، يدرك الحقيقة، كيف وهو أركان أهم لواء للجيش الثاني المتميز في الوطن العربي، الجيش الجنوبي، لواء باصهيب، وطة يدير شئوونة، يشار له بالبنان، صورة لزمن تجلّت معالمة، كنت تصولة، وبرغم وضع حرب صيف 1994 الظالمة على الجنوب أوزارها، ومالاقيتة من مضايقات، شملت الكثير من جيش الجنوب، بقيت صخرة لم تهتز لك شعرة، غير انك ظليت صامداً، يقاوم، وفي ذاتك روح الجنوب، ليعود إلينا من جديد، فكنت معطاءة، وصرت في المقدمة، شهيداً، لانك لاتقبل غير الحرية بديل، ارتفعت روحك الطاهرة الى بارئها، وانته على ذات التربة، في وطنك تدافع مستبسلا، أستطعت تحرير الارض، لتمنحها روحك ضريبة مع ثلة من رفاقك، وفلذة كبدك، هيثم، قربان لحرية وطنك قدمته، هنئياً لك الشهادة، مع رفاقك ونجلك، قائدا لجبهة الصببحة، هزمت أعداءك، لتعلم بقوة الحق مرتبة السهداء، ستظلوا لنا عناوين حياة، وتسجلون في سجّل الخلود، لوطنكم الغالي، أنا لله وانا آلية صابرين. لندن، المملكة المتحدة، في 28 أبريل 3015
