في مثل يوم أمس 27/4/1994 تم إعلان الحرب على الجنوب بعد الفتاوي التكفيرية التي أطلقها العلماء المأجورين المحسوبين على الدين ،، تم إجتياح الجنوب بالقوة فقصفوا وقتلوا ودمروا وشردوا وحرقوا الأخضر واليابس ، لم يرحموا لابشر ولاحجر وأي شيء جنوبي مستهدف من قِبل قواتهم الهمجية ،،
عانى الشعب الجنوبي وتألم ، صرخ بوجه العالم وتكلم ، نادى بكل قواه لكن العالم تصنّم! لم يسمع صراخه وأنينه أحد ، فيما المحتل اليمني يستمتع بقصف مدن وقرى الجنوب المنكوب ويبدع في قتل شعبه وتدمير بنيته التحتية والسبب لأنه شعبٌ شيوعيٌ كافر!! ، لاتتعجبوا فعلماءهم المأجورون هم من حكم علينا بالكُفر وهم من دعوا للجهاد ضدنا وإن من يقتل جنوبي فهو إلى الجنة!
لقد تحمل الشعب الجنوبي ما لا يُطاق في تلك الحرب ، وفقد أغلى ما لديه فبعضهم استشهد وبعضهم أُخفي وبعضهم تشرد وإلى يومنا هذا بعد 21 عام مازال فاقدٌ لوطنه!!
أعلم أنكم تذكرتكم كل ذكرياتكم المُرة التي عانيتم منها في تلك الحرب ، وأعلم أيضاً أن شريط مؤلم من الذكريات قد مرّ بإذهانكم وأنتم تقرأون كلماتي البسيطة التي لاتنبُع سوى من معاناة رُويت لي وقرأتها لكنني لم أعشها لأكتبها بألمها وبما تستحقه من الكلمات ، لكن أنسوا كل حزنٍ وقهر وألم تذكرتموه الآن وافخروا وأنتم تنظرون لذلك الجيل الذي وُلد في تلك الحرب ، إفخروا بجيل الوحدة وجيل 94 الذين وُلدوا من رحم المعاناة والحروب واليوم هم في مقدمة الجبهات!! يحقُ لكم أن تفخروا أيها الشعب العظيم بشبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله وتنظروا للمستقبل بعينٍ من التفاؤل والنظرة المشرقة المتطلعة لغدٍ أجمل ،،
وإنني لأعتزُ وأفخر كوني من هذا الشعب العظيم الذي عانى ويعاني ومازال صامداً صابراً ، لم ينكسر .. ويزداد فخري وصمودي وأنا أرى أخي الأصغر الذي هو نموذجاً ليس إلا لشباب جيله ، فقد وُلد في منتصف حرب 94 و جُرح وعمره أيام بمعية والدتي جراء القصف العشوائي الذي تضرر منه منزلنا ، إني أراه اليوم بطلاً مغوارا يحمل روحه على كفه لفداء عدن الحبيبة ،ً يتقدم الجبهات ولايخشى المحتل الغاشم وإن كانت الجبهة ليست بحاجة له ً توجه لإسعاف الجرحى ومساعدة المواطنين وإنتشالهم من وسط القصف الدمار ،،
هكذا هم أبطالك يا عدن وهكذا هم أطفال 94 وجيل الوحدة الذين عانوا ومازالوا يعانوا كبقية شعبهم من هذا الاحتلال البغيض مهما اختلفت مسمياته الذي لا يتردد في قتل شعب الجنوب تارةً بوصفهم كفار وتارةً أخرى تكفيريين والشعب الجنوبي بريئ من كل مايدّعون والله خيرُ حسيبُ ووكيل عليهم ،،
وبعد كل ما رآه المحتل من بسالةٍ وشجاعةٍ فيك ياشعب الجنوب في كل المعارك التي يخوضها ضدك بكل قواه ، قرر إعدامك حتى يحتسب له نصراً وهمياً عجز أن يجده على الأرض ، فأعدم كل من ينبض قلبه بالهوية الجنوبية سواء كان شاباً أو شيخاً ، طفلاً أو إمرأة حتى أعدم الأجنةٍ في بطون أمهاتهم جراء قصفه الهمجي والعنيف على منازل المواطنين حيثُ بلغ عدد حالات الإجهاض في مديريتي التواهي والمعلا فقط 60 حالة ناهيك عن الحالات الغير مرصودة ضمن هذا الإحصاء حتى الآن!! لا عجب في ذلك فهم يخافون منهم أن يكبروا ويصيروا مثل آبائهم وأجدادهم رجالٌ صناديد يحرقون الأرض تحت من إعتدى على عدن والجنوب وشعبه ،، حماك الله ياجنوب ، حماكِ الله ياعدنِ والنصر لنا بإذن الله مهما طال الاحتلال والظلام لكن لابد أن يأتي يوم تُزاح فيه الغُمة ويُشرق فجرنا الوضّاح بالحرية والانتصار ،،