أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن عمليات «عاصفة الحزم»، ومن بعدها «إعادة الأمل»، ليست حرباً خليجية ضد اليمن، ولكنها حرب موجهة ضد من وصفهم ب»الإنقلابيين الحوثيين وحلفائهم من بقايا نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح». وقال ياسين الذي غادر العاصمة البريطانية لندن أمس في تصريحات ل»القدس العربي» «يحاول الإعلام الإيراني تصوير الحرب في اليمن على أنها حرب ضد الحوثيين على أساس طائفي في البلاد، ولكن الحرب ليست أصلاً حرباً دينية، وإنما هي حرب ضد من خرجوا على الإجماع والشرعية في اليمن». ونفى ياسين أن يكون الحصار الجوي والبحري شاملاً للمواد الغذائية والطبية، أو المعونات الإنسانية، مؤكداً أن «الحصار فقط لمنع دخول السلاح للانقلابيين». وأضاف أن إيران استمرت في تسليح الحوثيين حتى الساعات الأخيرة قبل بدء عمليات «عاصفة الحزم»، مؤكداً «لدينا أدلة على أن الطائرات الإيرانية التي كانت تهبط في مطار صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليه، كانت تحمل أسلحة ومعدات عسكرية، وليس مواد إغاثية وطبية كما يزعم الإيرانيون» وفي سياق الإعداد لمؤتمر الحوار اليمني في العاصمة السعودية ذكر وزير الخارجية اليمني أن الحوثيين «لن يشاركوا في مؤتمر الرياض إلا إذا نزعت أسلحتهم الثقيلة»، لأنه لا حوار مع ميليشيا مسلحة»، مؤكداً أن القيادة اليمنية تريد أن تتلافى الأخطاء التي حدثت إبان مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في العاصمة اليمنيةصنعاء لمدة عشرة أشهر، والذي «سمح فيه للحوثيين بالمشاركة في الحوار دون اشتراط نزع سلاحهم». وأشار إلى أن «اتفاق السلم والشراكة مع الحوثيين أصبح لاغياً، ولا مرجعية إلا لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وما سيتمخض عنه مؤتمر الرياض». وأكد ياسين أن حوار الرياض لن يكون مطولاً نظراً لأن «اليمنيين قد أجروا الحوار الوطني واتفقوا على وثيقة الحوار من قبل»، مضيفاً أن «حوار الرياض سيكون على غرار مؤتمر الطائف الذين أخرج اللبنانيين من الحرب الأهلية». ونوه إلى أن الحوار في الرياض سيبحث في آلية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي انتهى في كانون الثاني/ يناير 2014. وفيما يخص موضوع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أكد ياسين أنه «ليس لصالح أي مستقبل سياسي في اليمن بعد كل ما اجترحه في حق اليمنيين، وبعدما خدع كل الأطراف في الداخل والخارج»، منوهاً إلى ان الأزمة اليمنية لن تطول مقارنة بغيرها، ومعبراً عن أمله في حل سريع نظراً لأن «المشكل معروف ، ويتمثل في صالح والحوثي، والحل كذلك معروف». وقال ياسين إن «صالح أصبح معزولاً تماماً داخلياً وخارجياً بعد أن انشق عنه أغلب مساعديه، الذين حضروا إلى الرياض». وكشف أن هناك محاولات جادة وناجحة لإعادة «هيكلة المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح)، بشكل يجعله مهيئاً للمشاركة في حوار الرياض». واعترف ياسين أن «منح الحصانة للرئيس السابق كان خطأ كبيراً»، لأن ما نتج عن ذلك من أحداث كان كارثياً على كافة الأصعدة ، حسب قوله. وشكر ياسين الأشقاء العرب والدول الصديقة التي وقفت مع الشعب اليمني في محنته، كما شكر البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج التي التزمت بالولاء للشرعية في اليمن. ويتخذ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ووزراء حكومته من الرياض مقراً مؤقتاً لهم، بعد تمدد الحوثيين بدعم من الرئيس السابق إلى محافظة عدن التي فر إليها هادي من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في العاصمة صنعاء.