سأحاول جاهداً ، رغم انني اشعر على أسف، بأنني لست بالخبير الكفؤ في هذا المجال ، وبأن معارفي ليست راسخة جداً في هذه الشؤون ، سأحاول ان اشرح الوضع الحالي في عدن شرحاً موجزاً وسطحياً، من خلال قراءتي لما آلت اليه الأمور وما أصبحت عليه الساحة ، متمنياً ان يكون القارئ الكريم (الفذ والفطن) قد تنبه لكل كلمة سأضعها في هذا المقال المتواضع ، مستفيداً مما فيه ومفكراً لما ليس فيه،ومستشعراً اهميته ...")). فلنبدأ من هذه اللافتة: " لايمكن لاي قوة على وجه الارض - اياً كانت مادة تكوينها واياً كانت الغاية التي وجدت من اجلها - ان تمحو ارادة اي مجتمع سوي في العيش الكريم ، او سلب افراد هذا المجتمع حق الدفاع عن انفسهم وممتلكاتهم والمحافظة عليها." " ان شعور سكان المناطق المجاورة لمناطق احتلها الحوثيون وشرودوا اهلها - ان شعورهم بالأمان واحساسهم انهم ناجون من آلة البطش الإجرامية وان تلك المليشيات لن تصل اليهم بسهولة ماهو الا سراب خادع وقاتل ، فما ان يدع الحوثيون السكان في تلك المناطق يستأمنون من بطشهم حتى ينقضو عليهم بتكتيكات درسوها مسبقاً وسينفذونها في حين غفلة من السكان اللاهين كل يوم في معركة البحث عن القوت والقات." انني ياعزيزي القارئ لا امجد قوة الحوثيين فبقايا مليشياتهم وجيش المخلوع اصابهم العجز الكبير بل ربما اصبحو غير قادرين نوعاً ما على التقدم الى بعض مديريات عدن بسبب المقاومة الشرسة التي تستقبلهم استقبالاً حافلاً اينما قصدوا. لهذا قد يكون توجب عليهم ان يتبعو طرقاً واساليب تمهد لمحاولاتهم اليائسة بالتمدد والانتشار في عدن والجنوب عامة. فهل تساءلت -ياعزيزي- عما يمكن ان يفعله هولاء الاوغاد من اجل ان يكسبوا جولات على ارض الجنوب بعد ان خسروا جولات وصولات في عقر دارهم وعلى الشريط الحدودي مع المملكة ؟ ان هذه المليشيات تستميت اليوم وتقاتل بشراسة من اجل السيطرة على عدن وباقي محفاظات الجنوب وتسوق مقاتليها رجالاً وشباباً واطفالاً (زرافات ووحدانا ) لهذه الغاية ، فإذا حققتها اصبح اخضاع التحالف لدخول الحوار الذي تضع شروطة ممكناً في نظرهم، وصنعوا لأنفسهم نصراً جزئياً يخفف من وطأة غضب الشارع في الشمال الذي اصبح ناقماً لأفعالهم فالشارع اصبح يرى اليمن وجيشه يدمر ضمن مراحل بسبب تهور الحوثيين والمخلوع وخوضهم حرباً خاسرة لامحالة من اجل لاشيء (ربما الشارع في الشمال لم يستوعب بعد فكرة التحالف الحوثي العفاشي الايراني ، لهذا ربما ايضاً لن يلقو باللوم على ايران ) . اعود بك مرة اخرى عزيزي القارئ الى الوضع في عدن ، وابدأ بالوضع الامني والعسكري ، فكما تعلم ان مليشيات الحوثي وبالرغم من الضربات الموجعة التي تتلقاها كل يوم لم تيأس من محاولات اخضاع عدن للمد الفارسي ، فتراهم يقاتلون ويهجمون ويتسللون ويحفرون انفاقاً لضمان وصول الامدادات اليهم ، انهم لن يتوقفوا عن ذلك حتى تهب عدن كااافة هبة رجل واحد وتباغتهم بهجمات تنهكهم وتقوض من عزيمتهم فكما نعرف انهم يفشلون غالباً في التصدي لهجمات المقاومة ماداموا غير مستعدين. انني لا اخفيك خوفي ايها القارئ الكريم ان بعض من شبابنا الذين اذاقوهم شر الهزائم والحقو بهم العار، اصبح مستأمناً من غدر الحوثيين وبطشهم ، فقد رأيت بعض النقاط قد رفعت وبعضها الاخر يظهر ويختفي في اوقات كثيرة ،وحقيقةً انا لا ادري ان كانوا قد تركوها والتحقوا بجبهات القتال ام لا . فلو كان الامر بيدي لطلبت منهم جميعاً ترك النقاط الغير مهمة والهبوب الى نداء الواجب والالتحام مع ابطالنا في الجبهات، لأن انصار الشيطان لن يكلوا ولن يملوا من محاولات اختراق صفوف الجبهات والتسلل الى المدن الغير خاضعه لسيطرتهم. اضف الى تلك المحاولات قيام خلاياهم النائمة ببث الشائعات ونشر الفوضى في الاسواق والمدن من اجل اقلاق السكينة العامة واحباط عزائم المقاومين .ولهذا وجب التصدي بحزم لكل تلك المحاولات . كما اتمنى -وهذه النقطة الأهم - ان يتم تشكيل قيادة موحدة تخضع لسلطتها كل الوحدات القتالية وتقوم بتخطيط الخطط العسكرية والامنية والاشراف على تنفيذها ميدانياً ، فالبقاء من دون قيادة ربما يبقي على الوضع الراهن دونما جدوى لتلك الهجمات التي سيقوم بها ابطالنا ، بل ربما يقلب الامر ونصبح في وضع الدفاع بدل الهجوم وهو ماسيخسرنا بلا شك المناطق الواحدة تلو الاخرى . واخشى ما اخشاه ان طول الحرب قد يخلق لنا مشاكل نحن في غنى وسعة عنها ومنها ان تشب الفرقة بين ابناء الوطن الواحد فيشعر الفرد انه الاحق بتأييد المجتمع وانه الاجدر بحمايته. لهذا وجب الاسراع في تشكيل قيادة عسكرية تدير الامن وتوفر الحماية وتصد كيد المعتدين. كما ياسيدي الكريم اود ان اضيف شيئاً مهما ربما غفلنا عنه كثيراً او تغافلنا بسبب اوضاع الحرب ، شيئاً قد يحزننا اذا انتصرنا! . وقد يجعلنا نبكي حرقة في تلك الليلة التي ستعلن فيها عدن عن انتصارها الاسطوري -بإذن الله- على تلك المليشيات البربرية. ولابد انك ياعزيزي القارئ قد استشعرت خطورة حصول هذا الشيء المتوقع حدوثه ، الا وهو فقدان النصر من بين ايدينا وذهابه لاعداءنا الاخرين ، اننا نعلم جميعاً ان هناك فصائل تقاتل اليوم في صفنا وقد كانت بالامس تقتلنا عيانا جهاراً وتذيق هذا الشعب اصناف التعذيب وهنا اذكر مليشيات حزب الاصلاح والارهابيين ، فرغم ماسمعنا من البعض عن قيامهم بتشكيل جبهات لقتال الحوثيين الى جانب المقاومة الا انهم ما إن يستشعروا اقتراب النصر في عدن والجنوب حتى يقوموا بفعل الافاعيل من اجل منع الجنوب من ان يقرر مصيره. وانا على اتم تأكيد انهم يبيتون لنا كل ليلة الف خطة من اجل ضمان منع السيطرة الكاملة للمقاومة الجنوبية على كافة المناطق خوفاً منهم على وحدتهم المشؤومة واستشعاراً منهم باقتراب زوالها. ثم ان اعلامهم المضلل هو من حاول تعتيم ساحات المعركة فمحو كلمة الجنوبية التي تلي المقاومة واستبدلوها بالشعبية وانشأوا لنا مقاومة في الشمال لإيهام العالم ان المقاومة تصدى للحوثيين شمالاً وجنوباً. والان عزيزي القارئ انتقل بك الى الوضع الاقتصادي ، فمن ازمة المشتقات النفطية التي عصفت بالبلاد الى ازمة غاز الطبخ المنزلي وانعدام وشحة المواد الغذائية المهمة ،واحتكار بعض التجار الجشعين للسلع الغذائية ورفع اسعارها امرٌ مشين ويندى لقباحته وفضاعته الجبين وهو مايوجب على المجالس المحلية في كل المديريات القيام بدور مسؤول وفرض الرقابة على الاسعار والاستنجاد برجال المقاومة لقمع المخالفين والتعامل معهم بشدة وحزم . انني امل الا تتسبب هذه الازمات التي يشرف الحوثيون وحلفائهم على اجزاء منها ان لا تتسبب في احباط عزيمة الناس، خصوصاً وان بعض مليشيات الحوثي تحاول استعطاف اهالي المناطق المحتلة بتوزيع المال والغذاء المنهوب من المحال عليهم من اجل ان يكسبو دعاية مجانية تقول انهم جاءوا من اجل المواطن بينما هم في الحقيقة لايعدون ان يكونوا اوغادً متعطشين لسفك الدماء.