عندما تم إطلاق صاروخ سكود على السعودية كان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يريد أن يبعث برسالة مفادها أنه ينبغي أن يكون طرفا في محادثات السلام القادمة في جنيف التي تهدف إلى إنهاء حرب مستمرة منذ شهرين في البلاد. وبرز صالح بوصفه الحليف العسكري الرئيسي لمقاتلي جماعة الحوثي الشيعية وهي القوة الأكبر في البلاد الآن. وحكم صالح اليمن لأكثر من ثلاثة عقود قبل أن يستقيل في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة ضده في 2011. وتستهدف السعودية الحوثيين منذ شهرين بضربات جوية دعما للحكومة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غادر البلاد بعد تقدم الحوثيين. وتهدف الحملة السعودية التي انضمت لها دول سنية أخرى في جانب منها إلى توجيه رسالة إلى إيران الداعم الرئيسي للحوثيين. لكن مراقبي شؤون اليمن يقولون إن ما تبقى من صواريخ سكود في البلاد في أيدي صالح والوحدات العسكرية التي تأتمر بأمره وليس في أيدي الحوثيين الذين يدعمهم. وبإطلاق واحد من هذه الصواريخ يوم السبت وتصعيد الهجمات بالمدفعية الثقيلة على مواقع حدودية في معارك قتل خلالها ستة جنود سعوديين على الأقل منذ يوم الجمعة فإن صالح يبعث برسالة قبل المحادثات التي تبدأ يوم الأحد يذكر فيها الرياض بأن الحرب لن تضع أوزارها من دونه. وقال فارع المسلمي وهو باحث بمركز كارنيجي للشرق الأوسط "الهجوم الحدودي كان محاولة لاستعراض قوته باعتباره القوة العسكرية الأكبر في اليمن وزيادة نفوذه في جنيف ومنحه اليد العليا." واستهدف صاروخ سكود أكبر قاعدة جوية في جنوب السعودية وهي المرة الأولى في الصراع التي تستخدم فيها القوات اليمنية صاروخا قادرا على إصابة أهداف بهذا العمق داخل المملكة. وأطلقت السعودية صواريخ باتريوت ففجرت الصاروخ قبل سقوطه.