هدنة انسانية تطول او تقصر - لا يهم - , هذا ما تسعى اليه الاممالمتحدة في مساعيها لحل الازمة اليمنية فيما يتطلع الشارع اليمني لدور حيوي ومحوري يفرض من خلاله مجلس الامن على الانقلابيين من الحوثيين والرئيس المخلوع الالتزام بتنفيذ مقرراته التي اتخذها بشان الازمة في اليمن وتحديدا القرار 2216 الذي صدر بإجماع المجلس وحدد خارطة طريق واضحة المعالم . واشنطن ومعها عواصم اخرى دولية واقليمية تسعى لإيجاد بؤرة توتر جديدة من خلال خلق اصطفافات للصراع تتمكن عبرها من ايجاد ذريعة للتدخل وتوجيه مسار الاحداث وفق اجنداتها وقد تجلى ذلك في مباحثات مسقط الثنائية مع الحوثيين وما يدار اليوم في دهاليز جنيف ومثلها تأتي توجهات مجلس الامن من خلال مساواة الضحية بالجلاد ونزع صفة الانقلابيين على جماعة الحوثي في مشاورات جنيف ووضعهم ندا للحكومة الشرعية .
في غير ما يشتهي ويرغب الشارع اليمني بكل كياناته تسير الرياح منذ حوارات موفنبيك صنعاء مرورا بالرياض وصولا الى جنيف دون ان ينظر الى معاناته وما يخلفه الصراع من قتل وتهجير وتدمير .
في مقابل ذلك يبرز التلكؤ من قبل جماعة الحوثي والرئيس المخلوع صالح في الوصول الى طاولة المفاوضات باختلاق الاعذار والعراقيل وهو امر لا ينبئ عن حسن نية ولا يعبر عن ارضية ثقة لديهم للوصول الى تفاهمات لحل الازمة . الحوثيون وصالح يلعبون على عامل الوقت لكسب مزيد مما يسمونه انتصارات على الارض كما حصل في عدن وتعز والضالع والجوف ومارب بالعمل على قصف المدنيين وتكثيف الهجمات على المناطق التي تسيطر عليها المقاومة من اجل استعادة السيطرة عليها لتشكل عامل قوة لديهم في مسار المشاورات . ما يتجلى بوضوح ان الحوثيون والرئيس المخلوع مجرد ورقة بيضاء يكتب عليها القلم الايراني ما يريد في اطار مشروعه التنافسي مع محيطه الاقليمي والدولي . حري بالمجتمع الدولي ان يخرج من عباءة التوازنات وفق اجندات مصالح اعضاءه البعيدة عن متطلبات راهن الدول الساخنة وان عليه التعاطي وفقا ومقرراته حتى لا تغدو مجرد حبر على ورق .وحتى لاتضاف اليمن كعبْ جديد كدولة فاشلة .