كشفت صحيفة "العرب" اللندنية، أن وفد جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"، المفاوض في العاصمة العمانية مسقط يصر على أن تكون نتائج المشاورات التي سيتم التوصل إليها هناك جزءا من مخرجات الحوار المزمع عقده في جنيف، وأن المجموعة الشيعية تريد أن تظهر بمظهر الطرف المؤثر في المفاوضات، وذلك ردا على تشدد الحكومة اليمنية المدعومة عربيا. وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصدر مقرب من الوفد الحوثي المشارك في مسقط أن الحوثيين يسابقون الزمن للوصول إلى جنيف بأي ثمن، وأنهم قد يقدمون على الانسحاب من عدن لإثبات حسن النية للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، "المهم ألا يتم الحوار في عاصمة عربية داعمة للحكومة اليمنية وللرئيس عبدربه منصور هادي"، حسب قوله. وتربط الرياض والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي موافقتهما على حضور جنيف بخطوات ملموسة يقوم بها الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على الأرض من قبيل الانسحاب من المحافظات التي سيطرت عليها الجماعة وخاصة عدن. وقالت الصحيفة "وفيما يلح الحوثيون على العبور إلى جنيف عبر العاصمة العمانية حتى لا يحسب الحل في اليمن لدولة عربية منافسة لإيران، ما يزال الموقف السعودي غامضا في ما يتعلق بنقاشات مسقط والتحضير لجنيف." وذكرت الصحيفة، نقلا عن مصادر وصفتها ب"الخاصة" من مسقط، أن إيران تسعى من خلال تأثيرها على الحوثيين للتعامل مع الأزمة اليمنية كجزء من ملفها السياسي والنووي وعلاقاتها بالولاياتالمتحدة، وأنها تريد أن تنتزع قبولا دوليا بدورها الإقليمي. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة ظهرت، لاعبا بارزا في مشاورات مسقط حيث تسعى من خلال جلوسها المباشر مع الحوثيين لاستكشاف هوية الجماعة وتوجهاتها في ما يتعلق بالمصالح الأميركية إضافة إلى تعزيز الدور الحوثي في مواجهة القاعدة في اليمن، وهو الأمر الذي دأب الحوثيون منذ وقت مبكر على مغازلة واشنطن من خلاله على الرغم من الشعارات الدعائية المعادية لأميركا التي يرفعها أنصار الجماعة. ولفتت إلى أن نافذة الحوار مع الميليشيا المرتبطة بإيران لم تكن لتلغي تفهم الأميركيين لموقف السعودية من خلال شن عاصفة الحزم، وتجنب غضب قادتها الجدد، وهو ما كان من أحد مظاهرها غياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز عن قمة كامب ديفيد الأخيرة. وقالت "على الرغم من معارضة الحكومة اليمنية والسعودية لحوار جنيف قبل تنفيذ الحوثيين للقرار الأممي 2216، إلا أن الأممالمتحدة بحسب مراقبين مازالت تتمسك بعقد هذا المؤتمر، وكأن انعقاده هدفا في حد ذاته". وأكدت مصادر سياسية ل"العرب" أن زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ولد الشيخ لصنعاء ثم انتقاله إلى الرياض كانا من أجل انتزاع موافقة الأطراف اليمنية والإقليمية لحضور هذا المؤتمر الذي يتم الإعداد لمقرراته بحسب مراقبين من خلال مشاورات مسقط التي تتجه في جوهرها للحفاظ على مصالح اللاعبين الرئيسيين في المنطقة أي السعودية وإيران. ولفتت إلى أنه ووفقا لهذه المعادلة "يبدو الرئيس السابق علي عبدالله صالح الخاسر الأكبر حيث لم يعد مقبولا به كحليف لدول الخليج وخصوصا السعودية، والرهان على الحوثيين لن يقوده بعيدا".