رغم الشدائد،رغم المحن،رغم الازمات،رغم النكبات،رغم الرزاياء،رغم الحرب الجائرة التي اهلكت الحرث والنسل فيكِ،رغم الدمار الذي احالك إلى أطلال،لم يتغير حبك،ولن يتغير ولن يتبدل،حتى وان تغيرت معالم الارض،فستحال ليلك نهار،ونهارك ليل،وغدوتِ مدينة يسكنها الظلام ويجوس فيك الموت خلال الديار،لانك بإختصار (عدن).. ثغرنا الباسم،حبنا العذري،عشقنا الازلي،هواؤنا الدافئ،نسائمنا الباردة،شواطئنا الساحرة،اناسنا الطيبة،انت من يعانق البحر ويتغزل فيك،وانت من يحتضنك الجبل ويحتويك،وانت من تسبين الالباب،وتأسرين القلوب،وتستعبدين الذات.. انت حكاية الصغار،ومتنفس الكبار،وملهمة الأبطال،فيك يغزل الليل حكاية الحب على القمر ليداعب خيوط الشمس مع انبجاس الفجر،وأنت من يهيم فيك الكل ويتهافتون عليك،فهم يدركون انك الحب،انك الطُهر،انك النقاء،انك الأمل،انك الثقافة،بل انك الإنسانية بأبجديات الفطرة السليمة والسرائر الصادقة البريئة.. فيك اليوم يُقتل الأبرياء بالجملة،ويدفنون بالجملة،وتحصد الأمراض وتفتك بأرواحهم ايضا بالجملة،ومع ذلك فلاتزالين بذات السحر وذات الالق وذات الجمال،وذات المكانة في قلوب من يعشقون ترابك وماؤك وهواؤك،ولن تستطيع اي قوة ضاربة (غازية) ديكتاتورية ان تنتزع ذلك الحب والعشق الذي تجيش به صدورهم الغضة الطرية.. اولئك (الغزاة) والخونة والعملاء، وكل تلك الكلاب الضالة المسعورة التي تهلث في شوارعك وتنهش في جسدك وتعذب اهلك،لن يطول امدها،ولن يعلو عرشها،ولن تفرح بنصرها،ولن تهنئ بعيشها،فمن تسكنينهم ويسكنونك بصدق اليوم يحملون ارواحهم على اكفهم للذود عنك وللدفاع عن عرضك وشرفك وكل شبر فيك،لم يخفهم الموت الذي يتخطف ارواحهم،ولم ترهبهم غطرسة (الهمجيون) المتحجرون الآتين من خلف الجهل والظلام والعصبية العمياء،فما أن يسقط شهيد حتى تنبت تربتك الطاهرة الف فدائي وشهيد.. ليت هؤلاء يدركون أن حبكِ باقٍ (ياعدن)،وليت شعري وكلماتي تعبر عن ذلك الحب وتخبر هؤلاء به،علهم يرتدعون ويعلمون أننا على ذات درب السابقون الصادقون سائرون،وأن كل رشفة حب وعشقٍ رضعناها منك هي من تمدنا اليوم بالقوة والشجاعة والبسالة..