أبطال لم تمنعهم جراحهم ولم يثنيهم الألم على أن يحلمون بالعودة إلى جبهات الشرف والنضال ، فقد واجهوا مختلف أسلحة العدوان الغاشم ولم تكسر عزيمتهم بل اخترقت أجسادهم وتناثرت دمائهم الطاهرة لتعانق تراب وطنهم المقدس ، فلولا جراحهم التي أُصيبوا بها في ميادين المقاومة لكانوا في المقدمة وعلى خطوط التماس مع العدو المحتل ولكن شاءت الأقدار أن يكونوا في المستشفيات التي أصبحت تعاني من نقص الادوية والاجهزة واضمحلال شكل الرعاية الطبية جراء الحرب التي شنت على الجنوب ومخلفاتها من قتل واعتقال وتدمير وتهجير وحصار ... جرحى لا يجيدوا التنفس جراء الجراح لا يذوقوا النوم نتاج الألم فمنهم من فقد الحركة ومنهم من فقد النطق فعبر عن مافي جوفه من ألم بدمعه ومنهم من فقد أضلع وأعضاء و تحدث عن الإهمال الذي يعانون منه وحالاتهم الحرجة التي تستدعي سرعة السفر إلى الخارج ... كثيرة هي الحالات التي رصدناها هناك لم يجدوا الدواء وإن وجد بأسعار مضاعفة وعلى حسابهم الشخصي ... استبشروا بوجودنا آملين أن ننقل معاناتهم وبرغم كل المأساة التي يعانوها يوماً تلو آخر يزدادوا حباً وإصراراً وعزيمة للدفاع عن أرضهم ودينهم وعرضهم وطرد المحتل اليمني الغاشم وتحقيق الهدف المنشود المتمثل بالتحرير والاستقلال وإستعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن .. وعند زيارتنا للمستشفيات (النقيب ، الوالي ) التقينا بالعديد من الجرحى ومنهم :- الجريح باسل عبدربه المنصوري في مستشفى النقيب تحدث معنا قائلاً : أُصبت بجبهة الصولبان/خورمكسر العاصمة عدن كانت إصابتي بشظايا مضاد طيران "23" بتاريخ 25 مايو 2015م حيث أُصبت بالبطن والظهر والأمعاء والقولون والفخذ مما أدى إلى تلف العصب الفخذي وكذلك شرخ بالرجل اليمنى .. وبعد إصابتي أُسعفت إلى مستشفى 22 مايو وتم نقلي منها بتاريخ 20 يونيو 2015م إلى مستشفى النقيب بسبب زحمة الجرحى بمستشفى 22 مايو وأيضاً عدم وجود عناية واهتمام وأدوية .. لكن مستشفى النقيب يشكل حالة أفضل بالرغم من انعدام الأدوية بالمستشفى وشرائها من الخارج على حسابنا الشخصي دون مراعاة لظروف الجرحى ، وأناشد المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية أن توفر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة ، وكذلك أطالب وسائل الإعلام بنقل معاناة الجرحى وإظهار المأساة التي يعانوها والتي يعانيها شعب الجنوب بأكمله ، وأوجه رسالة للعدو الغاشم بأننا صامدون في عدن وإذا لزم الأمر ستحمل نساء الجنوب السلاح وستدافع عن دينها وأرضها ..
أما الجريح باسل عبده علي في مستشفي النقيب لايستطيع الحركة ، تحدث معنا قائلاً : كانت إصابتي في جولة الكراع بدار سعد قبل أسبوعين حيث أُصبت برصاص معدل ( BK ) ثلاث طلقات بالساق اليمنى وطلقتان بالساق اليسرى وثلاث طلقات باليد اليسرى ونزفت بعد إصابتي أربع ساعات وبعد ذلك تم إسعافي إلى مستشفى أطباء بلا حدود ومكثت فيها لمدة عشرة أيام وتم نقلي إلى مستشفى النقيب لإستكمال علاجي ولكن حتى هنا بالنقيب لايمكن إجراء العملية ولابد من السفر للخارج .. والرعاية الطبية هنا ليست كافية ونطالب بعدم التميز بين الجرحى كما أننا نعاني من تهديد مستمر بطردنا خارج المشفى بسبب عدم دفع الحساب .
وعن معاناة الجريح صالح الخضر علي المحروق في مستشفى الوالي تحدث معنا قائلاً : أُصبت بجبهة الممدارة بالعاصمة عدن يوم الجمعة 29 مايو 2015م برصاص آلي حيث اخترقت الرصاصة الجانب الأيمن مروراً بالكبد وصولاً للعمود الفقري والنخاع الشوكي لتستقر فوق الحوض ، وقد أجريت عملية بالبطن وبعد فترة اكتشف الأطباء انه لابد من عملية أخرى للأعصاب الذي تمزقت والفقرات التي تهشمت وكذلك عملية صفائح بالعمود وتكلفة العملية 1000دولار ونحن نخسر يومياً مايقارب 20 الف ريال .. وفي ختام حديثه ناشد المنظمات الدولية و الحقوقية والإنسانية بالإهتمام بالجرحى وان تكون الأولوية لهم وكذلك الإلتفات للمقاومة الجنوبية والنظر إلى مايعانيه شعب الجنوب وان لاتقف مكتوفة الأيدي والإسراع بإغاثة شعب الجنوب ..
اما الجريح علي حسين علي في مستشفى الوالي ، تحدث قائلاً : أُصبت بجبهة دار سعد بتاريخ 22 ابريل 2015م برصاص قناص حيث اخترقت الرصاصة الفك العلوي من الجهة اليسرى وخلعت 4 ضروس مع عظم الفك الأسفل من الجهة اليمنى مما أدى إلى كسر بالفك السفلي .. وانا أعاني من صعوبة بالتنفس حيث استخدم بإستمرار جهاز للتنفس ولا استطيع حتى أن أنام وأيضاً بحاجة لزراعة فك وهذه العملية تتم بالخارج ونعاني من عدم توفر الأدوية ومضاعفة أسعار الموجود منها .. وكل ذلك على حسابنا الشخصي ..
والجريح ناصر محمد سعيد الصبيحي في مستشفى الوالي تحدث عن معاناته قائلا :ً أُصبت بجبهة دار سعد برصاص قناصه حيث اخترقت الرصاص اليد اليمنى وخرجت من الظهر مما أدى إلى كسر 4 ضلوع وتمزق اعصاب اليد والشرايين .. نحن كنا في البداية نحظى برعاية طبية جيدة اما الان تم قطع الأدوية علينا ويتم شرائها على حسابنا الشخصي والأطباء يطالبوني بمغادرة المستشفى بينما تقرير الطبيب المختص يطالب بالسفر إلى الخارج ، وكيف أغادر المشفى ومازلت أعاني من ألم اليد والظهر وبحاجة الرعاية و إلى عملية وإلى أين أغادر ؟؟ إلى الشارع !! .. وانا لم أجد الاهتمام سوى من أصدقائي بالمقاومة الجنوبية ، وختم حديثه بمناشدة كل الجهات والمنظمات بتوفير الأدوية ورعاية الجرحى وإعطائهم الأولوية وكذلك الاهتمام بأفراد المقاومة الجنوبية لأن الكثير منهم قد أُصيب بالأمراض مثل حمى الضنك والملاريا وغيرها ..