يوجد فرق شاسع بين الصدق والكذب، الحق والباطل، العدل والظلم... طوال عشرون عاماً نعيش مرهونيين بقوى مستبدة أطرافها تتصارع تتقاتل في ما بينها البين ثم تتحالف ضدنا، إن ما نعيشه الاّن هو إمتداد لماضيهم الذي صاغوه بدمائنا منذُ حرب صيف 1994م، فرض علينا إحتلال تحت شعار الوحدة وجعلوا القتل نتيجة لكل من يطالب بإستعادة دولتنا دولة الجنوب العربي. إن الأزمة الحقيقة لدينا أننا خلال عقدين من الزمان لم نستطع أن نوصل ونعرف العالم الواقع الذي نعيش فيه، بينما عدونا قد أجاد فنون اللعبة الدولية فزيف الحقائق إحتال وكذب، ضلت قضيتنا ضبابية امام العالم الخارجي، فلا يعرف إلا القليل من الناس حقيقة الجنوب العربي تلك البقعة الجغرافية من شبه الجزيرة العربية التي تنازعت هويتها بين اليمننة والعروبة، إنتهكت حقوق الإنسان الجنوبي استبيحت أرضه وقتل واقصي وطورد وإعتقل وشرد، الكوادر الجنوبية عانت الأمرين بين الوفاء والواجب للوطن وبين الخوف على الحياة وإنعدام الحرية، وأجد أن السبب الأول في تأخر إستحقاقنا بإستعادة دولتنا لحدود ماقبل 1990م هو أننا نفتقر لإعلام يمثل قضيتنا يستطيع أن يظهر ويكشف ويوصل حقيقة الأمور في الجنوب العربي. رغم وجود قناة مقرها عدن عاصمة دولتنا وتحمل إسمها. الا أن هذه القناة وأقولها بصدق وأنا أحد كوادرها هذه القناة لا تخدم الا من يدعي الشرعية إبتداء من الطاغية صالح الذي وحد الشمال (فقط) ضد الجنوب الإنسان والأرض، والان هذه القناة هي لسان شرعية هادي المزعومة لرئاسة البلاد، بينما كان هو وحكومتة حكومة فنادق الخمسة نجوم في الرياض ينعمون بالخير والأمان والشعب في الجنوب يقتل بواسطة الجيش اليمني المحتل ومليشيات الحوثي. أجد أننا لابد أن ناخذ زمام المبادرة بأن ننهض بثورة أبطالها الكوادر الجنوبية الذين يعملون داخل القناة وأن تفرض إرادة شعبنا بواسطة هذا الصرح الإعلامي خدمة لقضيتنا وأن لا نخاف من قطع الأرزاق فهي على الله، ولابد قبل كل هذا أن نحرر القناة من أيدي المليشيات الحوثية. إن ما يعانيه أهلنا في عدن من حصار وقتل فاق كل الحدود، لا يجوز بعد كل هذا أن يضل فينا أحداً يتحدث باسم رئيس لا يمثلنا إنما يبحث عن سلطة ومغنم عبر إدعائه الشرعية، فالشرعية هي للشعب الذي إنتفض منذُ 2007 وأعلنها أن القرار قرارنا.