أصبح بمقدورنا في عصرٍ تستطيع فيه الصور أن تروي قصصاً تعجز الكلمات عن شرحها في غالب الأحيان، كما قد تسكن ذاكرة المشاهدين أسرع من نصوص مطوّلة، لتنقل صورة أدق وضوحا لما يجري وهو الأمر الذي قد يعتد به في توثيق الأشياء بطريقة صريحة جدا وقاطعة ناهيك عن سهولة قراءة ما يجري لما تنقله الصورة من معاني يختلف في قراءتها المتابع كل على حسب فهمه ومدى تبصره ووعيه لربط الأمور ببعضها .. وفي عالم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تحظى الصور ومقاطع الفيديو بإقبال كبير والتي تتماشى مع ما يجري لتكون ، ومن هنا وجدت صحافة الفيديو طريقها للنور وأصبحت مهنة المصور الصحفي من أهم المهن وأرفعها شأنا في مجال العمل الصحفي , وذلك لما تقتضيه هذه المهنة من مخاطر قد يتعرض لها الصحفي المصور حيث يزور أخطر المواقع ويجازف من أجل نقل ما غاب ويغيب عن ناظرنا . ومع ما يجري اليوم على أرضنا من تشويه للحقائق على وسائل إعلام العدو ليصور الحقائق بشكل مغلوط ليمرروا مشاريعهم ويبرروا ما تقترفه أيديهم بحق العزل والمدنيين , هكذا هو دأبهم وهكذا هي العقيدة التي تربوا وأشربوها منذ نعومة أظافرهم في التعامل مع الحقيقة التي لا تأتي في الغالب إلا خلافا لما يعتقدوه . ما دعاني إلى كتابة مقالي هذا هو مجهود بحجم جيش يقوم به صحفي قد لا يعرفه الكثير أفرغ كل ما في يده ليقوم بمجهود فردي لنقل صورة واضحة لمجازر إبادة تقوم بها المليشيات وقوات المخلوع , صحفي يتواجد حيث يتواجد الحدث وحيث ينبغي أن يكون فاحترافيته أبرزته كمصور صحفي من طراز نادر , أصبحت صوره مرجع لكثير من المواقع المحلية والدولية لتستقي منها حدث الساعة , لا يكاد يفارق كمريته لحظة كما لا يفارق الجندي بندقيته في ساحة المعركة . صالح العبيدي , التقيته عدة مرات وتبادلنا أطراف الحديث لتبين لي مدى براعته واحترافيته في مجال عمله من خلال الصور التي كان يجلبها معه حين كنت اعمل في أحد الصحف المحلية في العاصمة عدن , أتذكر كيف كان يتهافت عليه الجميع ليحظوا بلقطة اليوم أو بصورة تغطي حدثا رئيسا , تمكن في فترة وجيزة ليخطف أنظار الجميع نتيجة العمل المضني والدءوب هذا هو المصور صالح العبيدي الذي يطالعنا كل يوم بكل جديد وننسى أن نقول كلمة في حق هذا الشخص رجل يخاطر بأغلى ما يملك لينقل لنا وللعالم الصورة كما هي في حين أحجم الكثير خوفا أو تخوفا من نتائج ما يجري ,,, شكرا أيها الصحفي المخلص لوطنه وأرضه ودينه .