التاريخ يعيد نفسه ، ها هو الوجه البريء الجنوبي يعيد نفسه بمصادفة الهية غير متوقعة ، وكأن القدر يعلمنا سر إرادته الربانية البهية ، فرصة منحت للجنوبيين مرة ثانية لعلهم يتعلموا من أخطاء الماضي البغيض ويعيدوا من خلالها بناء الوطن بقرارات عقلانية بعيدا عن صراعات الموت ومؤامرات الإبادة الجماعية والفردية . نعم التاريخ يعيد لنا اليوم ثنائي الأمل المفقود (سالمين ومطيع ) بصورة الشاب نائف البكري محافظ محافظة عدن والشاب احمد سالم ربيع علي وكيلا للمحافظة ، في تشابه عجيب لتاريخ جميل من تاريخ جنوبنا الحبيب للثنائي النظيف الرئيس الشهيد سالم ربيع علي والشهيد محمد صالح مطيع ، فالأول يمثله الوكيل الإبن وكأنها وكيلا عن أبيه ، والثاني يمثله البكري بانتمائه التكاملي للشهيد محمد صالح مطيع ، ونقصد بالتكاملي نهج الشهيد مطيع وحيويته وذكاءه وإخلاصه ورؤيته . العبرة من هذه المصادفة تكمن في جملة الدلالات العميقة في مثل هذه الظروف الصعبة من تاريخ شعبنا الصابر المرابط في بوتقة الحزن الرهيب ، والثمن الباهظ الذي دفعناه جميعا من جراء خلافات وسواسية على مر السنيين المظلمة ، وعدم منح الثقة المطلوبة للقيادة للعمل بمرونة تامة مع متغيرات السياسة والاقتصاد . ها هو التاريخ يتكرر ليقول لكم أعقلوا ايها الجنوبيين الأحرار ، أنظروا لمصلحتكم ، أبنوا حياتكم إلى متى يستمر ماراثون المعاناة ، ثقوا في قياداتكم وكونوا لهم السند والعون ، وابتعدوا عن القيل والقال والتشكيك . صراعات الماضي نعرفها ونعرف أثارها ونتائجها ، فقد حان الوقت أن نجني ثمرة التصالح و التسامح الذي حملناه في قلوبنا قبل كل شيء منذ 2007 ، فعندما أخلص الجميع النوايا ، فالله عوضنا اليوم بمثل هذه الشخصيات المخلصة من أبناء عدن الأوفياء ، وأنصفكم من جور المتجبرين و ظلم السنيين العجاف ، فهل من معتبر ؟!!!