ظهرت في بريطانيا مخطوطة يعتقد أنها جزء من واحدة من أقدم نسخ القرآن الكريم في العالم قد تعود إلى عصر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). المخطوطة أعلنت عنها أمس جامعة برمنغهام. وذكرت الجامعة أنه تبين لباحثين من خلال فحص المخطوطة في أحد المعامل بجامعة أكسفورد عبر تقنية الكربون المشع أن تاريخها يعود إلى نحو عام 600 ميلادي. وأضافت الجامعة أن هناك احتمالا بنسبة 4.95 في المائة بأن تكون المخطوطة قد كتبت في عصر النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» (نحو 570 - 632 ميلاديا) لتكون بذلك واحدة من أقدم النسخ القرآنية المحفوظة. وقالت سوزان ورال، مديرة مكتبة كادبوري البحثية في الجامعة، إن هذا الكشف يعد إسهاما مهمّا في فهم النسخ الأولى للقرآن الكريم. وأضافت: «نشعر بحماس شديد لوجود مثل هذه الوثيقة التاريخية المهمة هنا في برمنغهام، المدينة ذات التنوع الثقافي الأكثر في المملكة المتحدة». وقال ديفيد توماس، أستاذ الدراسات الإسلامية والمسيحية في جامعة برمنغهام، إن الفحص أثبت أن الكتابة تعود إلى عصر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وإن هذه المخطوطة «قد تكون كتبت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) بقليل»، مضيفا أن «النصوص القرآنية المكتوبة في المخطوطة هي نفسها النصوص القرآنية المعروفة في النسخ القرآنية الموجودة لدينا هذه الأيام. وهذا يدعم وجهة النظر بأن القرآن الذي نعرفه هو نفسه القرآن الذي تم جمعه في البدايات الأولى للإسلام». موضحا ان النصوص القرآنية تحتوي على أجزاء من السور «18 إلى 20» (الكهف ومريم وطه)، وكتبت بحبر يظهر البدايات الأولى للكتابة العربية التي استخدم فيها الخط الحجازي. وأضاف توماس في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»: «من المرجح أن الشخص الذي كتب هذه النصوص القرآنية كان على معرفة بالنبي (صلى الله عليه وسلم).. شاهده وسمعه». والمخطوطة جزء من مجموعة تضم 3000 وثيقة من الشرق الأوسط، وكانت بحوزة قس كلداني يدعى ألفونس مينجانا في عشرينات القرن الماضي ولد بالقرب من الموصل في العراق.