ظهر الدعم الإماراتي جليا ل"عاصفة الحزم" منذ بدئها في 26 مارس/ أذار، حينما أعلنت أبو ظبي مشاركتها ب30 مقاتلة كثاني أكبر قوة جوية في التحالف الذي تقوده السعودية التي تشارك ب100 مقاتلة. وتبدي الإمارات استعدادا منقطع النظير لتقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي إلى جانب طلعات مقاتلاتها. وتعتبر أبوظبي مشاركتها في العملية العسكرية "امتحانا لمصلحة منبع العروبة (اليمن)". وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في وقت سابق من العام 2015، "إن خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن، لمصلحة منبع العروبة والمنطقة". واعتبر مركز الإمارات للدِّراسات والبحوث الاستراتيجية الدعم العسكري الإماراتي عملية "إعادة الأمل" التي تلت "عاصفة الحزم" اعتبارا من 22 أبريل/نيسان، بمثابة "دعم إماراتي لليمن يندرج ضمن رؤية شاملة، تستجيب لتطلعات الشعب اليمني في البناء والتنمية والاستقرار، من خلال التحرك على مسارات متوازنة، تنموية، واقتصادية، واجتماعية، وإنسانية". وأضاف المركز في نشرته التحليلية الصادرة في 22 تموز/يوليو، ونشرها على موقعه الإلكتروني "شاركت الإمارات منذ البداية في عمليتي عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، وكان لها دورها الفاعل في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، خلال الفترة الماضية، والذي أسفر عن تحرير عدن قبل أيام من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، كما أرسلت الإمارات فريقا فنيا متخصصا بعد تحرير عدن، لإعادة تشغيل مطار عدن الدولي". وعلى الصعيد السياسي، أشار المركز إلى أن "الإمارات حرصت على دعم الحكومة الشرعية في اليمن، التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، وأكدت في العديد من المناسبات أهمية استئناف العملية السياسية، وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216)، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، من منطلق حرصها على الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه". ولفت إلى أن "الدعم الإماراتي المتواصل لليمن، يعبر عن توجه استراتيجي عام في السياسة الخارجية للدولة، يتمثل في دعم كل ما من شأنه أن يعزز الاستقرار والتنمية في الدول العربية كلها من دون استثناء.. لأنها تؤمن أن أمنها من أمن الدول العربية". وذكّر المركز بتصريح الشيخ محمد بن زايد معتبرا إياه "يعبر عن المبدأ الثابت الذي يستهدف مساعدة اليمن على عبور التحديات، والعمل على إعادة تأهيله ليمارس دوره الطبيعي في محيطه العربي والخليجي أيضا". وتؤكد الإمارات على أن عزمها على الاستمرار بدعم لن يلين مهما كانت التضحيات المستوجبة في هذا السياق. وفي الايام القليلة الماضية قدمت الإمارات 3 شهداء من عسكريها قضوا على الجبهة اليمنية وهم يؤدون واجب خدمة قضية مركزية لبلادهم. وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الثلاثاء استشهاد ضابط صف أثناء تأديته واجبه ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل يدعى سيف يوسف أحمد الفلاسي. كما أعلنت في 16 يوليو/تموز استشهاد ضابط برتبة ملازم أول خلال مشاركته في العملية، فيما استشهد ضابط صف آخر حتفه في 23 يونيو/حزيران، أثناء حادث تدريب في السعودية، للقوات الإماراتية المشاركة في العملية. وأعلنت الحكومة اليمنية رسميا الأسبوع الماضي تحرير مدينة عدن من سيطرة "الحوثيين" المتحالفين مع الرئيس السابق صالح، في عملية سُميت ب"السهم الذهبي" شاركت فيها قوات من الجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي وعناصر من "المقاومة الشعبية"، وبدعم من قوات التحالف. وأرسلت الحكومة، في وقت لاحق وفدا وزاريا إلى عدن يضم وزراء الداخلية والنقل والصحة ورئيس جهاز الأمن القومي ونائب رئيس البرلمان، في دلالة على استعادة السيطرة عليها. والجمعة، هبطت في عدن الجمعة ثلاث طائرة اماراتية تحمل مساعدات انسانية ومعدات تلزم لإعادة فتح مطار المدينة لأول مرة منذ أغلقته الحرب الأهلية اليمنية قبل أربعة أشهر. ونقلت الطائرة الإماراتية مساعدة طبية من الهلال الاحمر الإماراتي.