نفذ مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) حملة اعتقالات لعدد من القيادات في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، بينها قيادات في القطاع النسوي، وهي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال نساء، في تصعيد يتزامن مع تشديد الجماعة إجراءاتها الأمنية في العاصمة. وأفادت مصادر إعلامية تابعة للحزب بأن الحوثيين اعتقلوا كلاً من عبد الرزاق الأشول (وزير التعليم المهني والتدريب الفني)، ومحمد العديل، ومحمد القعادي، وعلي الحدمة، وحميد القعادي، وجميعهم من القيادات في الحزب. إلى ذلك، اعتقل الحوثيون ثلاث قيادات نسوية في الحزب، وهن القيادية أمة السلام الحاج والقيادية فاطمة حربة، والقيادية سميرة الشعور، وتعد المرة الأولى التي تتم فيها اعتقالات سياسية لنساء. وحسب المصادر، فقد تم إيداع المختطفين في قسم "الجديري" بصنعاء، ونفذت نساء وقفة احتجاجية أمام القسم، للمطالبة بإطلاق سراح المختطفات. ويعتقل الحوثيون المئات من عناصر وقيادات حزب "الإصلاح"، حيث بدأوا حملة اعتقالات في أبريل/ نيسان الماضي، عقب إعلان الحزب تأييده ل"عاصفة الحزم". ويربط متابعون التحركات الحوثية باستنفار الحوثيين مع الهزائم التي تلقوها في العديد من المحافظات، وسط مخاوف من احتمال تفجر معارضة للجماعة داخل صنعاء. وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي يديرها الحوثيون ذكرت، أمس السبت، أن وزير الداخلية جلال الرويشان، وجّه "كافة الأجهزة الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات والتدابير الأمنية لتأمين وحماية جميع المنشآت والمرافق الحكومية الحيوية إضافة إلى الممتلكات العامة والخاصة بأمانة العاصمة". وحسب الوكالة، شدد التوجيه على "كافة النقاط الأمنية والعسكرية برفع درجة الاستعدادات القتالية واليقظة والحس الأمني والتصدي بحزم لأي أعمال إرهابية من قبل العناصر التخريبية وخلايا تنظيم القاعدة والخارجين عن القانون". وفي التطورات الميدانية، أشارت معلومات في أبين إلى أن "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية بعد دخولها زنجبار وجعار، توجهت قوة أخرى منها نحو لودر لمساعدة "المقاومة" فيها، والتوجه نحو الحدود مع محافظة البيضاء. وقالت مصادر مقاوِمة ل"العربي الجديد"، إن "مليشيات سيطرت على مقر اللواء 15 شرق زنجبار الذي تعرّض لغارات مكثفة". وتقف بوارج حربية للتحالف العربي، بينها مدمرتان سعوديتان وزوارق حربية يمنية، على سواحل أبين في البحر العربي، وتشارك في المعارك في أبين البوابة الشرقية لمحافظة عدن، التي باتت ذات أهمية ليس لأنها بوابة عدن الشرقية، بل لكونها الممر لقوات التحالف والشرعية إلى محافظتي شبوة النفطية، ومحافظة البيضاء، التي تقترب "المقاومة" فيها من تحرير المحافظة. وقالت مصادر في غرفة عمليات "المقاومة"، ل"العربي الجديد"، إن "الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، يشرف شخصياً على سير العملية العسكرية في أبين"، مشيرة إلى أن "قوة عسكرية جديدة وصلت إلى أبين قادمة من محافظاتعدن لتعزير القوة المتواجدة للتوجه نحو مدينة احور شرق أبين في حدودها مع شبوة". يأتي ذلك فيما تقترب "المقاومة" من مدينة الشقرة الساحلية، والتي يوجد فيها ميناء رئيسي في أبين. ورجحت مصادر عسكرية ومقاوِمة أن تحرير أبين سيؤدي إلى التوجه لتحرير شبوة، فيما سيتم دعم "المقاومة" في البيضاء. في الأثناء، ما زالت كل من عدن ولحج والضالع تعاني من الألغام التي تحصد العشرات من المقاومين والمدنيين، لا سيما أن مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، زرعت الالغام في كل المناطق التي خرجت عن سيطرتها. من جهة أخرى، استمر وصول المساعدات العسكرية والإنسانية إلى عدن من قبل التحالف العربي، فقد وصلت إلى مطار عدن الدولي طائرات من الأردن والإمارات والسعودية، تحمل مساعدات إنسانية وطبية ومعدات لمطار عدن وقاعدة العند، فضلاً عن استمرار وصول الطائرات المدنية التي تقل في مجملها يمنيين كانوا عالقين في عدد من العواصم، فضلاً عن لاجئين في عدد من الدول، فيما تتواصل عمليات نقل الجرحى إلى عدد من العواصم، وفي مقدمتها العاصمة الأردنيةعمان.