سيطرت المقاومة الشعبية في محافظة شبوة شرقي اليمن الثلاثاء، على مواقع هامة للحوثيين، بحسب مصادر في المقاومة. وقالت المصادر، إن المقاومة الشعبية، تمكنت بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين من السيطرة على موقعي "قرن السوداء" و"العرم"، في مديرية "حبان" جنوب شرق المحافظة. وأضافت المصادر أن "المقاومة استولت على مدرعات عسكرية وأسلحة متنوعة تركها الحوثيون خلفهم في تلك المناطق". وأشارت المصادر، إلى انسحاب الحوثيين نحو مدينة "عتق" مركز المحافظة، في الوقت الذي لا تزال المقاومة تحشد مسلحيها لتطهير بقية مدن المحافظة من الحوثيين. وسيطر مسلحو الحوثي في أبريل/نيسان على مدينة "عتق"، مركز محافظة شبوة التي تعتبر بوابة لمحافظة حضرموت، كبرى محافظاتاليمن، كما يقع في "شبوة" مشروع "بلحاف" للغاز المسال، الذي تشغله شركة توتال الفرنسية. وعمليا، باتت قوات الرئيس اليمين عبدربه منصور هادي التي تقاتل باسلحة حديثة زودتها بها دول التحالف العربي، تسيطر على محافظاتعدن ولحج والضالع وابين. واصبحت القوات الموالية للشرعية على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية. ويبرز بوضوح خلال الاسابيع الاخيرة تغير الموازين على الارض لصالح القوات الموالية للحكومة بعد التدخل العسكري الميداني المباشر لقوات سعودية واماراتية، بحسب محللين لاسيما الخبير في شؤون الامن في الشرق الاوسط مصطفى العاني. وفي تصريحات نشرتها الصحف الاماراتية الثلاثاء، قال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ان "عملية تحرير عدن" في منتصف تموز/يوليو "اثبتت ان لدينا استراتيجية تستطيع ان تغير الموازين". وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة ابجنوبصنعاء. وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء. وتقع عتمة على بعد حوالى مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة. وتتصاعد المواجهات ايضا شمال صنعاء في منطقة ارحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بامكانية مواجهة الحوثيين مزيدا من المتاعب في الشمال بعد ان كان الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب. في قراءة للتغير الكبير على الارض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شؤون الامن والارهاب في الشرق الاوسط مصطفى العاني ان "التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غير موازين القوى بشكل كامل". واشار الى استخدام "الاسلحة الحديثة الثقيلة" من قبل القوات المناهضة للحوثيين، خصوصا مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف. واكد العاني المطلع على اجواء اروقة صنع القرار في الخليج ان "عناصر ووحدات عسكرية" من دول الخليج، لاسيما السعودية والامارات "ادارت العملية على الارض". واعتبر انه "لو كان الامر متروكا لليمنيين لوحدهم ما كان تحرير عدن او ابين او اي جزء آخر ممكنا". كما شدد العاني على ان دخول السعودية والامارات على الارض اضافة الى الغطاء الجوي، "اظهر ان الطرف الاخر كان مصدر قوته عدم وجود (قوة مضادة) حقيقية" وان "قدرة الحوثيين حلفائهم على الصمود ضعيفة جدا". وبحسب العاني، فان ايران التي تعد الداعمة الرئيسية للحوثيين لا "تملك على الاطلاق اي قوة على الارض". وباتت صنعاء الآن هدفا اساسيا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب او تعز.