قالت العرب قديما أن حشرة صغيرة تدمي مقلة الأسد لكنها في الأخير تبقى حشرة ويبقى الأسد ضرغامًاً فالحملة التي تستهدف أسد بني بكر الأستاذ نائف البكري محافظ محافظة عدن ليس لها أي مبرر أو داعي في الوقت الحالي فالرجل معروف بدماثة أخلاقة وتعامله العادل والرصين مع الجميع دون أي تعصب مناطقي أو سياسي فحبة لعدن وأهلها الطيبين جعل كل همة أن يقوم ويبذل قصارى جهده من اجل إعادة أمور الخدمات الأساسية التي دمرتها الحرب إلى ما كانت عليه ليبري ذمته الدينية أمام الله كمسؤول راعي ومسؤول عن رعيته ،وفي الوقت الذي سجل موقف هذا الرجل الجسور علامة فارقة إمام غيرة من الفئران التي هربت أول ما أحست بان السفينة تتعرض للعاصفة بقى نائف البكري شامخا كالجبل الشامخ لم يهتز ولم يغير موقفة ولم ينافق فصمد صمود الأبطال داخل عدن وبقى متنقلا من مدينة إلى مدينة حتى كتب الله النصر والتحرير لهذه المدينة البطلة ولم يكن اختيار القيادة السياسية لشخصه ليتولى ذفة السفينة في عدن إلا نابعا من معطيات عديدة لعل أهمها رجاحة عقلة وسلاسة منطقة وعدالة تصرفاته وحبة الكبير لعدن وأهلها الطيبين. لكن المرجفون والصيادون في المياه العكرة لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب فهم مرضى نفوس وعقول وأخلاق ولو قيّض الله أن يخرج الفاروق عمر من قبره ليحكم عدن بما فيه من صفات لقالوا فيه ما لم يقوله مالك في الخمر، لمر يرد هؤلاء أن يتعلموا من الواقع والتاريخ والفترات المتعاقبة التي مرت على عدن وأهلها بل بقوا على تلك العقلية القديمة التي لا تستطيع العيش إلا على لغة التآمر والدس والكيد والصراع والاقتتال فبدلا من الوقوف إلى جانب الرجل ومساعدته في إعادة أمور وخدمات كثيرة يحتاجها الناس في هذه الفترة انبروا بأقلامهم المسمومة لكيل أمور لا تتصل بالواقع أي صلة وليس لها هدف عام وكلها أهداف خاصة وأنانية تهدف إلى الابتزاز والتشويه والكيد مقابل حفن من المال يدفعها المتعصبون السياسيون والمناطقيون والذين لم يتعلموا رغم ما صار وجرى. لم يتعلم هؤلاء الأخوة من تصرفات الشماليين خلال الفترة التي عايشناهم فيها فهم يختلفوا اختلاف العقل والمنطق وفي وقت الشدائد والمحن ينسوا كل تلك الخلافات ويجتمعوا على أمر واحد، لم يتعلم هؤلاء أن إذ كان نار الصراع والفتن والكيد والتشويه هي التي ورثت لنا في الجنوب كل الماسي والمحن وجعلتنا نهرول إلى الوحدة دون أي إرادة بعد أن وصلنا إلى حافة الانهيار لكننا كنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، لم يتعلم هؤلاء نسيان المناطقية والشللية والتعصب الأعمى وتحويل التنظيم السياسي الذي ننتمي إليه وكأنه صنم يعبد فنضحي من أجلة بالغالي والرخيص. لم يتعلم هؤلاء أن السلوك في هذا المسلك الخاطئ لا يجرنا إلا إلى التفكك والصراعات فنكون لقمة صاغية أمام المتربصين بناء والذين يفرحون بهذه الانقسامات والصراعات. لماذا لم نأتي إلى أي مسؤول أو قائد جنوبي له تصرفات خاطئة وننصحه ونقول له أنت غلطان فعليك أن تسلك هنا وتترك هذا فنحن لا نريد أن نشهر أو ننشر الغسيل حتى لا نعطي الأعداء فرصة الفرحة والأعداد والتجهيز لصب الزيت على النار ومباغتتنا بعد ذلك. وفي جميع الأحوال يبقى الحق حقا مهما شوه وتم التلفيق عليه ويبقى الباطل زهوقا مهما تم تجميله ونسبة أمور جميلة ليس فيه. ولا نجد ما نقوله لهؤلاء ما قاله الشاعر يا ناطحا جبلا يوما لتهدمه ××أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل . كما أننا نهمس في أذن الأستاذ نائف البكري قائلين سر على بركة الله ولا تصغي لكل العاويين والنابحين، لو أن كل كلباً عوى ألقمته حجراً ×× لأصبح الصخر مثقالاً بدينار.