إلى الأخوة مثقفي وملقفي أصحاب الشمال مهما تمتلكون من ثقافة وأقلام نضاحة وألسن لبقة وعقيدة مستميتة في الدفاع عن الوحدة فإننا نخاطب قرار الضمير الذي لعل وعسى أن يكون حي فيكم وأعني ضمير النخوة والعزة والكرامة والإباء وكل صفات مكارم الأخلاق التي عنها قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .. فبالأخلاق ترتقي الشعوب وتبنى الدول وتسود ويعلى شأنها بين الأمم , يقول الشاعر العربي : فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا والعدل صفة من صفات مكارم الأخلاق , و :(دولة البغي ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ) باختصار مهما لهثت ألسنتكم وسجعت قريحتكم نحن واثقين أن كل منكم سميع بصير وأنكم تدركون كل الإدراك الفشل الأخلاقي الذريع والمريع الذي اختبرتكم به أرض الجنوب وعرفكم به شعب الجنوب . كثير منكم يحملون الرئيس المخلوع ظاهرياً والرابض في قلوب وعقول كثير من أصحاب الشمال , يحملون ذلك المسخ الشيطاني الذي نال أعظم فرصة في التاريخ بأن يثبت لهم وطن ضعفي وطنكم وشعب صادق كان يظن بكم خير. والحقيقة أنتم فشلتم أخلاقياً بكل المقاييس في الحفاظ على الوحدة وهدمتم في قلوبنا كل معاني الإخاء تحت شعاركم الذي مثل أخلاقكم ( الوحدة أو الموت ). والحقيقة لم تقيموا وحدة معنا بل كنتم أتباع نخبة الغدر الوحدوي , من المشايخ وأبناء المشايخ الذين استعبدوكم مئات السنين ومن ورائهم كانت العصابة الحمراء وزعيمها الذي أطلقتم عليه قائدكم الرمز عندما أباح لكم دمائنا وأرضنا , وكتبتم لوحتكم المشهورة ( قبلك عدم وبعدك ندم) متجاوزين بقولكم هذا حتى أقدار الله سبحانه وتعالى. نعم غدر بالوحدة أسيادكم الذين بعد أن طوعوكم أتباع وامتصوا خيراتكم , دفعوا أبنائكم كالقطعان يدافعون عن مصالحهم عندما قسموا أرض الجنوب بعد الاحتلال عام 1994م إلى إقطاعيات للأفندم علي وعائلته وعلي محسن وأتباعه وحميد وأبو حميد والقائمة السوداء طويلة أطول من سواد لياليكم وأفعالهم السوداء . نهبوا الثروات وبنو القصور وأنتم تمجدون أفعالهم وتحرسون إقطاعياتهم فلا غرابة أن تكون نهايتكم على أرض الجنوب حصاد لشعاركم العظيم (قبلك عدم وبعدك ندم) فعظوا صم جنادل الندم . غبتم عن وحدة الإخاء التي كنا ننشدها , ووجدنا غالبيتكم أتباع لمجموعة من المجرمين لا تختلف عن عصابات المافيا التي عادة تتشكل من جماعة أو نخبة من القتلة واللصوص وقطاع الطرق ومرتكبي الجرائم المنظمة وتجار السلاح والمخدرات والذين يتاجرون بكل محرم لإشباع شهواتهم دونما أي رادع يردعهم عندما فقدوا كل أخلاقياتهم ومضوا تحت مظلة رئيس العصابة ووفقاً للخطط الحمراء التي رسمها هو وقبيلته الحمراء . فما ارتكبتم بأرض الجنوب وشعب الجنوب لا يمت بأي صلة لمعاني الوحدة والإخاء ولا لحقوق الجار والروابط الإنسانية , أما ديننا الحنيف فبراء من سلوكيات أصغر خفير منكم على أرض الجنوب , ما بالكم بما ارتكبه في أرضنا أهل البغي والفجور والعصيان والدبور الذين غرهم بالله الغرور . (وصية علقوها على آذانكم لن تستطيعوا أن تتحرروا أخلاقياً من المكر والخداع ) . وما خيانات الغدر التي يمارسها قادتكم الذين هم اليوم يدعون بنصر الشرعية ظاهرياً وهم في الحقيقة لا زالوا أعضاء فعالة تستلم أوامرها السرية من زعيم عصابة المافيا القابع في سرداب الجهالة تحت ركام قصوره ومعسكراته في صنعاءاليمن . ما ارتكبه أبنائكم جنود لواء المجد في مكيراس من غدر بأبناء المقاومة الجنوبية الذين كانوا يذودون للدفاع عن حريتكم المسلوبة إلا شاهد حي على الانحطاط الأخلاقي المركب بفعل جهوية القبيلة والمذهب المتسلط . وما حضور ممثلي كل قبيلة وقرية من أقصى شمال الشمال إلى أقصى جنوبه للمشاركة بسفك دمائنا على أرضنا في الجنوب والذين بلغ بهم الانحطاط الأخلاقي الذي لم يرتكب مثله في تاريخ الحروب الإنسانية قاطبة عندما لم يكتفوا بزرع الألغام العشوائية في طرقاتنا وشوارعنا (بل زرعوها عنوة في بيوتنا ) وعليكم أن تدركوا كم من الألغام التي زرعتموها في قلوبنا !!!!!. فعن ماذا تدافعون وأبنائكم ينشدون الصرخة التي ورائها صوت وسوط مولاكم الإمام وجابي ضرائب خمس بيت الإمامة وما عليكم إلا أن تتهيئوا لذلك الضيف الذي كان يشترط على أجدادكم (الدجاجة الحبلى والتيس أبو ....) كما كان الحال أيام وجئهم وأنتم إلى اليوم في وجاء عن الحرية . فتشوا عن سبب الضعف المركب الذي يسكنكم بفعل ذلك المركب الجهوي المذهبي الذي حقنكم به الأسياد والذي بسببه نلتم العبودية المزمنة وربما إلى يوم الدين . أما نحن أبناء الجنوب اليوم فنحن بحاجة إلى تنظيف الكثير والكثير من أدران أخلاقيات السوء والشرور التي حاولتم أن تزرعونها في أرضنا الطاردة لكل شر بعون الله ثم بعمق أخلاقياتنا الحميدة والتي من أجلها ضحينا بالغالي والنفيس .