عقيدة القوة الطاغية في اليمن ، اعتنقها حفنة من المهووسين بالسطلة والنفوذ ، فبعد أن شعروا أنهم امتلكوا عواملها ومفاتيحها، كانت النتيجة بطش و ظُلم وجبروت و تدمير واستعباد ونزفاً للدم في كل مكان منذ العام 94 عندما غزا الشمال الجنوب وحتى يومنا هذا !.. وكان في المحصلة النهائية انقلاب مُريع في المفاهيم الإنسانية وأسس التعامل ، فظهروا للعالم وكأنهم يسيرون على رؤوسهم وليس على أقدامهم و هاهو الأن ينقلب السحر على الساحر ويُضرب الظالم بالظالم سبحانك ربي ما أعدلك .... لم تمُر على الإنسانية حقبة تاريخية تمكن فيها الظالمون بباطلهم .. أشد من الظُلم الذي عايشه أبناء جنوباليمن ، فحياتهم أصبحت غابة متخمة بالوحوش الضارية، التي لا ترويها أنهار الدم النازف فقد تسلط على رقابهم حفنة من المجرمين ، امتلكت قوة وسلطة هائلة، لم تجد مجالاَ لاستخدامها إلا في التدمير و التخريب و إشاعة الظٌلم و القهر و الفوضى، فجعلت من جبروت القوة وسيلة للابتزاز و الإذلال و ارتكاب ما يحلو لها من الانتهاكات باسم ( الوحدة ) هذه الوحدة التي استطاعت أن تخدع أكثر من مليار مُسلم حول العالم وبدت وكأنها تمتطي ثوب الحق ولكنها تبطن الباطل ، حتى أصبحت القوة هي الأمر الوحيد الذي يحتكم إليه طغاة القوى السياسية و الحزبية فضاعت كل القيم الإنسانية وضاعت الأخلاق السوية وأصبحت تعارض و تتصدى للمهمة الأساسية التي أوكلها الله عز وجل إليها وهي: عمارة الأرض ، وإحقاق الحق، وإزهاق الباطل، ونشر العدل , والقسط بين الناس
العلاقة بين الشمال والجنوب في اليمن نسج خيوطها قراصنة طُغاة قابعين في السلطة وهي من هدمت كل عوامل الترابط و التأخي بين الشعبين ، ولم تعد خافية على عاقل حيث التقت مصالح أصحابها المجرمين، مع مصالح المصابين بجنون التطرف والتسلط في الأحزاب التي تلهف وراء السلطة .. فكانت هجمة الوحوش الضارية الشرسة موجهة توجيها دقيقا نحو الجنوب ديناَ وعقيدة ومنهج حياة
لقد سقطت هذه القوى مع إسقاط كل القيم الإنسانية من قبل عِصابات قابعة في أقصى الشمال واستطاعت تزييف الحقائق عن الجنوبيين على مدى ربع قرن ، فسقطت مزاعم تحقيق الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية واحترام الرأي . نعم كان الجنوباليمني دولة ذات سيادة لماضيٍ قريب وله تاريخ منفصل ثقافياَ وسياسياَ . وما لضير في ذلك ؟ ولماذا يغضبهم كُل هذا ؟ لقد ظهر أولئك الطغاة على حقيقتهم تماما، وتبين أنهم ليسوا سوى حفنة من السفاحين الساعين إلى إبتزاز الشعوب المستضعفة و احتلال أوطانها، و استغلالها وإذلالها وقهرها، محملين بكل أدوات الاستكبار والاستبداد ونهب الأوطان وانتهاك حرماتها!..
هكذا سقط الجنوب بين يدي الطاغوت الأكبر: (عفاش) ، ومصاصي الدماء المتواطئين بدعم من بعض القبائل وشلة الأحزاب سياسية ، وكانوا المحرك و الداعم له طوال مسيرته على مدار 33 عام وكانت الرهينة والضحية لكل ذلك، هو الجنوب بتاريخه العريض ، الذي يرزخ تحت نير جبروتهم و استبدادهم
حقيقة الأحزاب السياسية والقبائل في شمال اليمن يحوكها قراصنة، مقابل احتفاظهم بكراسي تدار منها مؤامرات التسلط والاستبداد والاستعباد بحق الشعب الجنوبي ، فمنعه من التحرر و السير نحو الحياة العزيزة الكريمة , ولكنة ما يزال يقاتل من أجل تاريخه المسلوب وهويته المنهوبة ! هذه الأحزاب والقبائل تقوم بمهمة الناطور الذي يحرس مصالح القرصان الأكبر (عفاش ) وهي الشريك الاساسي معه
ختاماً و بناءً على كُل ذلك الظُلم الذي وقع على الجنوب تاريخاً وهوية أود التذكير وفقاً بالمبادئ المُعلنة في ميثاق الأممالمتحدة الذي صدر بمدينة سان فرانسيسكو في 26/ حزيران/1945، بالإقرار بحق جميع الشعوب في تقرير مصيرها بحقوق ثابتة ومتساوية وراسخة لإساس الحُرية والعدل والمساواة والسلام في العالم , لذا فإنه يحق لشعب الجنوب العربي تقرير مصيرة من اليمن وعودة دولتة كاملة السيادة على النحو الذي يريد وهو حق شرعي لا ينازعهم فيه سوى ظالم ومستبِد على غرار ماليزيا وسنغافورة , والسويد والنروج , وتيمور الشرقية وإندونيسيا .