كشفت رسالة المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين بمصر، محمد منتصر، والتي جاءت بمثابة “صرخة فزع”، عن عمق الأزمة الدائرة داخل الجماعة. وتشهد جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية في مصر، أزمة عميقة اتخذت منحى جديدا خلال الأسبوعين الماضيين بين شبابها والقيادات القديمة، ما يهدد باضمحلالها. وقال محمد منتصر في رسالة وجهها إلى أعضاء الجماعة لابد “أن نكون على قلب رجل واحد”، مشيرا إلى أنه “لانصر بلا وحدة”. وهذه هي الرسالة الأولى ل”منتصر” التي نشرها في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وجاءت هذه الرسالة بعد فشل محاولات رأب الصدع بين ما يسمى الهيئة الشرعية، واللجنة المركزية لشباب الجماعة من جهة وقيادات عليا أبرزها محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان محمد بديع المسجون على ذمة عدة قضايا، وإبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة. وفي بيان بعنوان رسالة إلى الإخوان قال منتصر “إن ما تمر به دعوتنا في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ هذه الأمة يتطلب صفاً ربانيا مؤمنا مخلصا متجردا مجاهدا متحابا رجّاعا إلى الحق”. وتطرق المتحدث باسم الإخوان في الرسالة ذاتها إلى نقطتي اختلاف ظهرتا داخل إخوان مصر في الفترة الأخيرة، متعلقتين باحترام نتائج الانتخابات الأخيرة التي أجريت بحسب مصدر بالجماعة منذ أكثر من شهر، بجانب حسم الخلاف حول استكمال مواجهة الدولة. وتشهد الجماعة منذ أشهر خلافات بداخلها على خلفية صراع النفوذ بين قياداتها، وقد هدأت هذه الخلافات نسبيا عندما تم التوافق في ما بينها على إقرار تهدئة وإقرار بالشورى التي أفرزتها الانتخابات التي تمت مؤخرا بالجماعة قبل أن تظهر قبيل نهاية هذا الشهر أزمة جديدة بين شباب وشيوخ بالجماعة يتخذون موقفا معارضا لأسلوب إدارة “عزت” . ويتهم شباب الإخوان هذه الإدارة باحتكار سلطة القرار وعدم تشريك الشباب، فضلا عن رفضها الاعتراف بهيئات شرعية داخل الجماعة كاللجنة المركزية لشباب الجماعة. وأصدر شباب الجماعة الأسبوع الماضي بيانًا، أعلنوا فيه انقلابهم على منير قائلين إنه يسيء للإخوان. وشككوا في أحقية تعيينه قائلين “من المستغرب ما أعلن عن تعيين منير نائبًا للمرشد خلفًا لجمعة أمين (نائب المرشد)، دون أن يوضح الجهة التى اختارته وآليات اختياره أو اللائحة التى اختير على أساسها. ويرى محللون أن هذه الأزمات المتعاقبة التي تشهدها جماعة الإخوان أثرت بشكل كبير عليها وأن استمرارها يعني نهاية الجماعة وذهابها نحو التشضي. وسجل تراجع لافت لجماعة الإخوان في مصر حيث بات تأثيرهم في الشارع غير موجود، وقد فسر ذلك بنهج العنف الذي اتبعوه منذ ثورة 30 يونيو، فضلا عن صراع الزعامة داخلها والذي انعكس بشكل كبير على العلاقة مع شبابها.