في إطلالة على مجريات واحداث تاريخ الانتفاضة الجنوبية الثانية منذ انطلاقتها في نهاية 2006 وبداية 2007م اختصار لمعاني مأساة واقع مؤلم فكان لابد لان يكون هناك وميض امل في ظلام حالك السواد وبعد سيلان الدماء وتناثر الاشلاء وتشرد الكثير من مناطقهم لتثمر التضحية في توالي الانتصارات الجنوبية لتصل ذروتها بعد الحرب الغادرة الثانية لتحالف الشياطين من مليشيات الحوثي وقوات المخلوع ، انتصر الجنوب بسواعد أبنائه وتضحياتهم فكانت المقاومة الجنوبية الأساس المتين التي قامت عليه الثورة الجنوبية الكابوس الذي يؤرق المحتل لتكشر عن انيابها لتدحر العدوان الغاشم فكان الانتصار ثمرة للجهود والتضحيات التي بذلت فكان لزامًا وضرورة حماية هذا الانتصار في عدن خاصة والجنوب بشكل عام في الوقت الذي يتربص الكثير ليحول الانتصار إلى نكبة . جميع المؤشرات توحي من قريب ومن بعيد بأهمية المطالب بالحماية من الانتكاسات فكان لزامًا تأمين عدن وحمايتها لكسر حاجز عدم الاستقرار الأمني ولإشاعة الأمن والأمان والسكينة لما يضمن عدن حره مستقلة فكان واجباً من وجود دور قيادي مؤثر لتحقيق هذا المطلب الذي يتمناه الجميع ولضمان الأمن والسكينة وانتزاع بؤر الشر فتمثل هذا الدور القيادي باختيار قائد بطل صنديد لا يلتفت لتفاهات الأمور كانت الجبال ملاذه وكان الجنوب حبا وعشقا يسري في دمه حمل السلاح وقاد القوات بكل عزم واصرار لتحقيق هدفين لا ثالث لهما اما النصر او الشهادة . لم تؤثر كل الانتقادات التي تعرض لها عيدروس الزبيدي في فترة الانتفاضة السلمية من عزيمته ولم تحيده عن طريقة الذي اختاره لانه كان يدرك حقيقة الاحقاد التي تحملها قوات الاحتلال الشمالي ضد الجنوب وشعبه فلم تعجبه الحسابات الباردة لبعض السياسيين لايمانه ان ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بها انه القائد عيدروس الزبيدي رئيس حركة حتم في فترة نظام المخلوع صالح، عمل عيدروس لخدمة الحركة وتأسيسها بصمت وتسليح أعضاء الحركة بصفقات مع مهربي السلاح في المناطق الشمالية وبعد اكتشاف نشاطه وتنامي نشاط الحركة استهدفت الحركة وقتل الكثير من أبرز قيادتها على سبيل المثال لا الحصر الشهيد محمد ثابت الزبيدي وكان اول شهيد يسقط من حركة حتم المسلحة لتليه كوكبة من الشهداء ومن ابرزهم الشهيد احمد محمد ناصر الجمل والشهيد احمد عبدالله شكع والشهيد عادل عبدالله مانع ، لم يكن عدم توفر السلاح وانعدامه عائقاً بينه وبين حلمه برؤية وطن جنوبي محرر فستغل عيدروس تواجده في العودة إلى العمل السياسي والعسكري بعد العفو الذي اصدره صالح في الضالع عام 2000 بعد ان حكم عليه غيابياً بالإعدام وضع عيدروس سلاحه وانضم للعمل السياسي في المعارضة وبعد عام من انطلاق الحراك استغل تواجده السياسي والعسكري فكان يمر النقاط وهو لابس بدلته العسكرية محملاً بالسلاح وينتقل في المناطق لتسليح الحركة وتأسيسها وتجهيز العدة والعتاد ضد المعتدين فتمخض عن هذا القائد الفذ ومن معه من القيادات تفجير طاقة حب الحرية والجهاد بين شباب الجنوب وليجددها بين الحين والاخر في صفوف جنوده ليوقع اقوى الهزائم وافدح الخسائر بقوات الاحتلال في الضالع ليصل بحنكته إلى الجنوب عامة . عيدروس الزبيدي ضالعي جنوبي. استشعر خطورة الاحتلال اليمني فكان من اوائل من حمل السلاح ضده من منطلق الدين وحب الأرض ليكون ومن معه من القلة المؤمنة المتمسكة بحق الحرية بالقوة وما العمل السياسي الا رديفا للقوة فتحيه شرف اعزاز وتقدير أخوه ومحبه لقائد لم تغريه المغريات واساليب الاغواءات ولم تستطع ابواق الفساد ان تنخر صموده واني اشد علي يده واتمنى مثل ما يتمنى الجميع منه ان يعالج جراح امن عدن ومعه الشرفاء من القيادات العسكرية والسياسية لما هو صالح امن الجنوب وتحقيق الحرية والاستقلال الناجز .