يرابط في مارب نحو عشرين الف مقاتل من قوات الجيش الوطني واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي والحكومة الشرعية استعداداً لخوض معركة فاصلة ينتظرها الجميع لتحرير صنعاء من قبضة مليشيا الحوثي وانصار الرئيس المخلوع صالح. وتتمركز في مارب عدد من المعسكرات التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة وتضم 12 قوة قتالية بالاضافة الى معدات عسكرية متطورة وصلت من جانب قوات التحالف خلال الايام الماضية. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد بحث مع اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة الاستعدادات العسكرية في مأرب لمعركة تحرير صنعاء التي ستجري ضمن عمليات السهم الذهبي لقوات التحالف العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. وقال الشدادي ان معسكرات المنطقة الثالثة على اهبة الاستعداد لتنفيذ الاوامر العسكرية وقت صدورها في شان تحرير صنعاء.
استعدادات كبيرة وحالة من الترقب
وتسود حالة من الترقب في الاوساط اليمنية لمعركة فاصلة يجري الترتيب لها من جانب القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصورهادي المسنودة بقوات التحالف العربي لاستعادة العاصمة اليمنيةصنعاء من سيطرة مليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح. مصادر محلية كشفت عن استعدادات ضخمة يجري الترتيب لها من جانب قوات هادي عقب التقدم الميداني في عدد من المحافظات خلال الاسابيع القليلة الماضية وبالاخص في محافظاتتعز واب ومأربوالبيضاء. ويتوقع محللون ان يكون لجبهة مارب "40 كم شرق صنعاء" الدور الاهم في المعركة المنتظرة حيث تشهد هذه المحافظة الغنية بالثروة النفطية احتشاد العديد من الجنود والقوات وتحديداً تلك التي تلقت تدريبات على يد خبراء عسكريين سعوديين واماراتيين خلال اشهر لخوض معارك ضد الحوثيين. وعدا عن الاقتراب الجغرافي الذي يمنح مأرب امتياز المبادأة في التقدم باتجاه صنعاء فإن بعض المحللين يعتقدون ان حجم القوة العسكرية المتواجدة في مأرب ونظرية البيئة الصديقة يمثل عاملاً هاماً في التعويل على جبهة مأرب لتحقيق غاية تحرير العاصمة. وينظر الى محافظة البيضاء التي شهدت معارك كبيرة بين قوات المقاومة الشعبية الموالية لحكومة هادي ومليشيا الحوثي كجبهة اسناد محتملة لدعم القوات المحتشدة في مأرب عند بدء المعركة.
مركز عمليات عسكري خليجي
وشرع فريق من الخبراء العسكريين الخليجيين في اعداد مركز لادارة العمليات في مارب وقالت مصادر محلية ان تعزيزات عسكرية وصلت الى مطار صافر كان ا9خرها وصول 130 عربة وآلية عسكرية حديثة الاحد الماضي بالاضافة الى دفعتان من التعزيزات وصلت الى المطار مكونة من 150 عربة باشراف الضباط الخليجيين. وكانت مصادر قد تحدثت في توقيت سابق عن الانتهاء من تاهيل لوائين عسكريين من جانب قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للمشاركة ضمن القوات المتمركزة في مأرب استعداداً لمعركة الحسم في صنعاء.
اعادة المشردين
قيادات عسكرية تحدثت عن معركة صنعاء باعتبارها من اولويات المرحلة بعد الانتصارات التي تحققت للجيش الوطني في شتى مناطق الجنوب. وسبق لوزير الداخلية اللواء الركن عبده الحذيفي ان قال ان " المرحلة اليوم تستدعي التركيز على تحرير العاصمة صنعاء واعادة الامن والاستقرار الى كافة المدن والمحافظات، وعودة المدنيين الى منازلهم بعد ان شردتهم الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي وصالح الاتقلابية ضد المدنيين العزل".
وكان وزير الخارجية رياض ياسين قد زمن معركة تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين بمدة شهرين على الاقل وسط توقعات باختزال هذه المدة في فترة اقصر. وقال ياسين ان معركة تحرير صنعاء من مليشيا الحوثي وصالح ستستغرق نحو ثمانية اسابيع تقريباً. وتوقع اللواء سيف الضالعي نائب رئيس الاركان في قوات الجيش الوطني ان يتم تحرير صنعاء عقب اجازة عيد الاضحى المقبل
مؤشرات ديبلوماسية على اقتراب المعركة
واعتبرت مصادر ديبلوماسية ان حديث المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط وشمال افريقيا ميخائيل يوغدانوف حول ممكنات اجلاء البعثة الديبلوماسية الروسية من صنعاء يعد مؤشراً على اقتراب المعركة من العاصمة خلال الايام القليلة المقبلة. وقال يوغدانوف في تصريحات صحافية ان السفارة الروسية لدى اليمن "السفارة الاجنبية الوحيدة التي لم تغادر صنعاء" احتاطت لاحتمال تفاقم الوضع بالترتيب لخطة الجلاء من صنعاء. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قال خلال جلسة مباحثات مغلقة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز "ان الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة المسنودة بقوات التحالف العربي لن تتوقف عند تحرير مدينة او محافظة بل ستستمر حتى يتم تطهير كافة المحافظات من المليشيات التي انقلبت على الشرعية".
