يحكي الآباء والجيل الذي ترعرع بعد استقلال الجنوب مباشرة حكايات تكاد تصل إلى الخرافة رغم إنها حقيقية عن البطل الشهيد سالم ربيع علي سالمين وفترة تولية زمام الحكم في الجنوب نزاهتاً وتواضعاً وجهداً ونشاطاً وحباً للشعب والوطن حتى أن إعدامه من قبل الرفاق وبتلك الطريقة جعلته يصل في قلوب الناس إلى مكانة الأولياء الصالحين وبعد رحيله سارت الأمور من سيء إلى أسوء وأصعب منقلب وهو الوحدة ومن بعدها لم يفرح الناس لطلوع شخص لقيادة وحكم الناس ولم يندموا على رحيل أخر تم إزاحته عن الحكم فلقد وصلت الناس إلى قناعة لكثر تفشي الفساد والإفساد، أن أي حاكم صغر أو كبر لا يعمل أي شيء سوء ترتيب وضعة ومستقبلة وهبر ما يستطيع أن يهبر طيلت فترة حكمة وبعدها يعيش من المترفين الذين يظنون أن جوع الناس يشبهه مرض فقدان الشهية المصابون به من التخمة والبذخ. لكن الأيام القليلة الماضية أعادت لعدن أيام الأساطير والندم على الحاكم أو المسؤول حيث أصبحت التاكسي والمطاعم والمقاهي والشارع بشكل عام وحيث تواجد الناس في السوق أو الحارة يصيحون ويسخطون على ما أشيع وتم نشرة من تنبؤات بمحاولة إقالة المحافظ نايف البكري من قيادة محافظة عدن وتكليف شخص أخر بديلا عنه، فتلك الشعارات والهتافات والهرج والمرج ومحاولة التعبير عن الاعتراض على ذلك القرار الذي لم يصدر بعد هو شهادة كبيرة ووسام عظيم تم وضعة من قبل البسطاء وعامة الناس على صدر المحافظ نايف البكري وهذا الأمر يختلف كليا عن تلك الشهادات والأوسمة التي تمنح من قبل الحاكم ،بل أن الأمر العظيم والذي فأجا به الشارع العدني عموم الجنوب هو أن أبناء عدن لن يكن عليهم أي وصي بعد ألان وبالذات بعد مواقفهم الشجاعة والبطلة والتي سطروها أيام الحرب دفاعا عن مدينتهم عدن فلا يكن أن يقبلوا أي قبيلي أو ابن قرية يأتي من أنحاء الجنوب في الشرق أو الغرب أو مختلف نواحي الجنوب ليكون قائدا لعدن ،فرضاهم على تولي نايف البكري لقيادة محافظة عدن كان لمواقفه الشجاعة وأخلاقه الرفيعة ونزاهة يديه وحبة لعدن وأهلها فهم على أساس ذلك قبلوه وعلى أساس ذلك يصيحون ويشجبون ألان على محاولة تغييره ،نعم أيها العدنيين لا يحق لأي من كائن من كان أن يزايد عليكم بعد ألان بأنه القبيلي أو القروي أو الجنوبي الذي دافع عن عدن فلقد علمتموها أنفسكم بشهادة الجميع وغضبكم واعتراضكم على تغيير نايف البكري إنما اعتراض على المستقبل الجميل الذي تنشدوه وتتطلعون إليه بعيدا عن الوساطة والمحسوبية والمناطقية والقبلية فمن حقكم ذلك وجميعنا معكم طالما وكررتم لحظات إعادة الحب للحاكم ومدحه والتفاخر به بعد غياب طويل دام لعقود فلقد عاد البطل سالمين لكن هذه المرة في صورة البكري.