بلغت خطوب الدهر وألوان الدجى * في الحي مبلغ الردى البتار وتوالت الإحداث على حين غره * والموت يطال الكل من الأخيار على خلفية الذكرى الأربعين التي تصادف يوم الأحد 20/9/2015م ماذا علي أقول في رثائك ؟ وماذا بوسعي اكتب عنك أيها الشهيد البطل محمد عبدربه الضحاك الراحل الحاضر فينا وفي قلوبنا وأرواحنا ووجداننا .. وعن مناقبك وسيرتك العطرة ونبل أخلاقك وسمو فكرك وآفاق ثقافتك الواسعة وتهذيب روحك وطبيعة قلبك وسماحتك وترفعك عن كل الصغائر ..وعفة لسانك ورجاحة عقلك وصدق مشوار نضالك وإخلاصك ووفائك؟! وما الكلمات والمصطلحات التي تليق بك وبحضرتك وبسمو وعلو مقامك الرفيع وتاريخ مشوار نضالك الطويل في شتى مجالات الحياة ومعبرة عن وصف طبيعتنا فيك وألمنا وحزننا عليك؟ يا من فاجئنا نبأ استشهادك يوم الثلاثاء 11/8/2015م كأول شهيد سقط في عقبة ثره م/لودر. بعد مشاركاتك في جبهات الضالع وعدن وأبين لتنظم إلى جوار إخوانك الشهداء ممن سبقوك الشهادة من أولاد عمك الستة من قرية عرز م/ حالمين من أبناء الضحاك الذين سقطوا في مختلف جبهات القتال وكل الشهداء الافذاذ. من ابناء الجنوب الذين استشهدوا في ميادين الشرف والكرامة في سبيل الدفاع عن ارض الجنوب الحبيب .. نعم لقد كان نبأ استشهادك ورحيلك عنا والذي ابكى قلوبنا دماً قبل ان تبكي عيوننا دموعاً وكيف لا نبكي ولا نحزن عليك ولا نتألم ولا يعهدنا الم الفجيعة فيك بوفاتك ورحيلك يا نادر الصفات المناقب والملكات والقدرات والطاقات . ايها الانسان النبيل والرجل الاصيل والمعلم القائد العظيم, يا اسما الراحلون فكراً وروحاًُ وثقافة واخلاقاً, واصدقهم وابلغهم قولا وافصحهم لساناً واصدقهم نضالنا وتضحية وولاءً وانتماء وسديدهم رأياً ومشورة ونصيحة واعمقهم قراءة وتحليلاُ وتشخيصاً واكثرهم وضوحا وشفافية ومعرفة وخبرة وتجربة وثقة وإرادة وعطاء وعزة وابا؟! ما كنت يوما مقنّعاً ولا متنطعاً ولا باحثاً عن زعامة ولا مال ولا عن انانية الذات ولم تكن انانياً ولا انتهازياً بقدر ما كان يتمحور همك النضالي في سبيل الانتصار لقضايا الناس وقضيتك قضيتنا الرئيسية التي ناضلت ويناضل من اجلها كل ابناء الجنوب المتمثلة في التحرير والاستقلال. لاسامح الموت والمنايا التي فجعتنا فيه واختطفت روحك الطاهرة واوجعتنا فيك رفاقاً واصدقاء واحباباً واصحاباً, فكيف اهلك وابنائك واقربائك جميعا برحيلك في وقت نحن في امس الحاجة اليك ؟! فآاه من فجيعتنا ومصابنا الجلل فيك! لقد انتزع منا اغلى الناس واحبهم الينا ونحن عاجزون عن الفداء بالروح والمال ولا نمتلك حيلة لتأجيل النفاذ ولا قوة .انها الحقيقة والحق الذي لا اعتراض عليه والذي لا يرد قضاؤه وقدرة بكاءً ولا عويل ولا فدية ولا علم ولا طب ولا نفوذ علينا جميعاً. والذي علينا التسليم والايمان به ونستقبله ونتقبله بالرضاء والحمد والشكر لقضاء الله وقدره. (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )