الآتون من ناحية الفقد يطئون أنفاسنا بأحذيتهم الغليظة يقضمون السماء يخلعون الأرض عن أقدام الذاكرة يربضون على رؤوس صلواتنا البريئة . يستقرّون في كل شيء حولنا, ولكن لا يسكنوننا .. الآتون من ناحية الفقد , العاجزون عن الحياة يختلسون من أحلامنا كل محاولة بائسة للتأويل . يقتلون كلَّ شيءٍ فينا , ولكن لا يقتلوننا .. قالت لي أمي : " إنهم طارئون " وهمهمت جدّتي : " لتكن مشيئة الربِّ " هل نخلد إلى الأرض ؟! وحدها الأرض تؤمن بحقنا في الموت ووحدنا نعرف ما نريد , وليس من حقّنا أن نريد ليس من حقّنا أن نعيش وليس من حقّنا أن نموت .. ليس من حقنا أن نتنفّس وليس من حقنا ألا نتنفس .. ها نحن أولاء بين منزلتين ودونهما تلعننا الهوامش وتبقينا نمسح على رؤوس النشازات الهرمة .. الآتون من ناحية الفقد , حجروا على ( الله ) رحمته وعدُّوه سفيها .. يضاجعون أوجاعنا في أزقّة أعصابنا فكهين . يداهمون الأمنيات في قلوب أصحابها ويكمِّمونها . يسرقون النشوة المتقدة من القُبُلات . فعلى كلِّ شفة رقيب ودون كلِّ قلبٍ حسيب . خذوا حذركم !! إنهم الآتون من ناحية الفقد مليشيا الإله الجديد الإله الذي أغفلته أساطير الآلهة القديمة الموت واحدة صفاته يتشظى في الزوايا يقطن الحوافَّ الممغنطة بالضيم . يحمل بندقية وينصب مقصلة .. إله بعدد آهات الثكالى وصرخات اليتامى والمفجوعين .. إله بعدد الأحزمة الناسفة والمفخخات .. الآتون من ناحية الفقد .. لا نملك أن ندفعهم عنا , تماما مثلما لا نملك أن ندفعنا عنا ( إلا أنه لا نبيَّ بعدي ) فلتكن مشيئة الرب إذاً .. اتخذوا من خبز الجائع نبيا واتخذوا من حنجرة الظامئ مصلّى . الصمت يعجز أن يظلَّ صامتا والجوعى لا يموتون .. والخبز وحده يعرف كيف يثور . إننا ماكثون . الأرض تعرفنا , والسماء لا تعرف سوانا يعرفنا الله والشيطان يعرفنا ماكثون ما بقيت سماء وأرض . ما بقي ( الله ) الآتون فقط يرحلون فالأرض لأبنائها . والحياة للحالمين لنا .. لنا .. أيها الآتون من ناحية الفقد انصرفوا ..