هل من المنطق ومن المقبول والمعقول أن تكون محافظة حضرموت بكل مقوماتها ومساحتها وتعداد سكانها بدون محافظ ؟ ولئن كان المسئولون جميعهم كبيرهم وصغيرهم ، وحتى من هم يصلون في الصفوف الخلفية ، قد اتخذوا من العاصمة الرياض مقرا لهم ، يبعدهم من وجع المقاومة ولعلعة الرصاص ودوي المدافع ، وفضلوا أو على الأصح استمرؤوا هذا الحال ، بإدارة شئون البلاد على طريقة الدراسة عن بعد ، فإننا نقول لهم أن البعد قد طال ، وان البعيد عن الشيء لا يمكن له السيطرة على مقاليد الأمور ، ومعرفتها والتعرف عليها حتى على مستوى رب الأسرة ، فما بالنا برئاسة وحكومة وتعيينات وإقالات وتصريحات وما إلى ذلك ، ولكن لا بأس فها هو رئيس الحكومة خالد بحاح قد عاد إلى العاصمة عدن ، برفقة زيادة عددين من عدد أصابع اليد الواحدة من الوزراء ، الذين نأمل منه ومنهم إن لا يعاودهم الحنين إلى الرياض . هذا الحال العجيب بالنسبة لي ، ربما يندرج في قالب العلم الحديث والتحديث لإدارة شئون الحكم ، فربما هو علم لم تتوصل إليه حتى الدول الكبرى ، ومثلما اجهل هذا العلم الجديد والحديث ، ويجهله معي كما اعتقد شعبنا الجنوبي العربي ، وان يكن شعبنا غير مبال له ولم يعد يعير أدنى اهتمام ، لهذا العلم الحديث في إدارة شئون الأوطان عن بعد ، لأنه شعب يجيد ويعرف علم الاعتماد على ذاته ، في الدفاع والحفاظ على حقه في الحياة ، واثبت للعالم كله انه شعب جدير بالحياة والصمود في وجه الأعداء ، وواقع الميدان هو الفيصل ، وهو اللغة التي يتحدث بها شعبنا الجنوبي العربي منذ غابر الزمان ، أمام كل الشدائد والخطوب والمحن متى ما ألمت به . وان كنا في هذا السياق يظل موقف حكومة وشعب المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ومن وقف إلى جانبنا من الدول العربية الأخرى في حربنا المقدسة لدرء أعداء الله عن وطننا الحبيب ، سيظل جميلا يطوق أعناقنا ولن ننساه على مر الزمن ، وعلى مدى تعاقب أجيالنا من بعدنا . فدعونا إلى بيت القصيد ، وهو غياب المحافظ عن محافظة حضرموت ، والذي هو الآخر واقع مؤلم تجلى في انه افرز لنا أكثر من محافظ ، وكل منهم بشكله ولونه وأداءه وفنه في الإدارة على هواه وكما يحلو له ، مادامت الأبواب مفتوحة والفرصة سانحة ، ليتوالى على شئونها كل من أراد أن يتمحفظ ، ولا نستبعد يوما أن يتمرأس في حضرموت ! إننا نحذر من هذا الواقع متى ما طال بنا السكوت عليه ، أو التردد في مواجهته ، بما يعيد للمحافظة حضرموت مكانتها ، فاستعجلوا بمحافظ لمحافظة حضرموت ، ولو مستورد أو مستعار إلى حين ! وان استشعرتم أو شرعتم أو انتابتكم المخافة أو الخشية على أنفسكم ، فما عليكم سوى الرياض .